Khulasat Athar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Publisher
دار صادر
Publisher Location
بيروت
اللَّيْل إِلَّا لعذر وَقَالَ أَنا ملازم لذَلِك وَللَّه الْحَمد والْمنَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي علم التصوف كتاب الرسَالَة للشَّيْخ أبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَأذن لَهُ أَن يَرْوِيهَا عَنهُ بروايته لَهَا عَن شَيْخه وجده الشَّيْخ أَحْمد بن أبي الْفَتْح الْحكمِي وَهُوَ يَرْوِيهَا عَن وَالِده أبي الْفَتْح بن الصّديق وَهُوَ عَن شَيْخه وجده الشَّيْخ الْكَبِير الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى سَيِّدي الشَّيْخ عَليّ بن أبي بكر الْحكمِي وَهُوَ يَرْوِيهَا عَن شَيْخه وجده الْكَبِير عمر بن عمر الْحكمِي ولقبه زخم الدَّاريْنِ وَهُوَ عَن شَيْخه وجده الشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي بكر الْحكمِي صَاحب عواجة وَهَذَا مُنْتَهى سَنَد الشهَاب صَاحب التَّرْجَمَة لرِوَايَة الرسَالَة ويروي الْعُلُوم من طَرِيق الشَّيْخ عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني نزيل مَكَّة وَهِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه والأصلان والنحو وَالصرْف والقراآت عَن الْمَشَايِخ السَّبْعَة الْمُقدم ذكرهم بسندهم إِلَى أَحْمد بن مُوسَى العجيل وَالشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ وهما يرويان عَن الْحكمِي والبجلي أَصْحَاب عواجة وَقَالَ وَقد جمعني الْحَضَر على هَؤُلَاءِ الْمَشَايِخ الْخَمْسَة يغظة وهم الشَّيْخ عبد الله بن أسعد اليافعي وَالشَّيْخ أَحْمد بن مُوسَى العجيل وَالشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي بكر الْحكمِي وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن حُسَيْن البجلى أصجاب عواجة وَقَالَ لي تقدم واقرأ على شيخك وَجدك الشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي بكر الْحكمِي فَقَالَ لي الشَّيْخ هَلُمَّ إِلَيّ فَجَلَست بَين يَدَيْهِ فَقَالَ لي اقْرَأ فَإِذا الْكتاب الَّذِي فِي يَدي كتاب الرسَالَة لأبي الْقَاسِم الْقشيرِي فَقَرَأت عَلَيْهِ الْكتاب الْمَذْكُور فِي مجْلِس وَاحِد من أَوله إِلَى آخِره هَذَا مَا ذكره فِي رسَالَته قَالَ الشلي فِي تَرْجَمته أَخذ عَنهُ كَثِيرُونَ مِنْهُم شَيخنَا على بن الْجمال الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ وَشَيخنَا عبد الله ابْن سعيد باقشير وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من الضنائن المخدرين أهل الدَّلال المحبوبين وَكَانَ يمِيل بالطبع إِلَى السماع وينخلع إِذا سمع عَن بشريته المحكومة للطباع وَيظْهر مِنْهُ حالات رضية لمن لَهُ بالحواس السليمة أَدْرَاك وروى أَنه رَحل من مَكَّة لزيارة الحضرة المحمدية
فِي الرَّابِع عشر من رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَألف وَقدم الْمَدِينَة فَمَرض فِي الْيَوْم السَّابِع وَالْعِشْرين مِنْهُ وَتُوفِّي بِالْمَدِينَةِ فِي التَّاسِع وَالْعِشْرين من رَجَب الْمَذْكُور وَدفن فِي يَوْمه ببقيع الْغَرْقَد وَهُوَ فِي سنّ الْخمسين
الشَّيْخ أَحْمد بن أبي الْوَفَاء بن مُفْلِح الْحَنْبَلِيّ الدِّمَشْقِي الإِمَام الْكَبِير الْفَقِيه الْمُحدث الْوَرع الزَّاهِد الْحجَّة الثبت الْخَيْر كَانَ أحد الْعلمَاء بِالشَّام الملازمين على تَعْلِيم الْعلم والفتيا وَكَانَ لَهُ المتانة الْكَامِلَة فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والحساب والتاريخ
1 / 165