Khulasat Athar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Publisher
دار صادر
Publisher Location
بيروت
وَقَالَ بَعضهم بِفَتْح فِي النصب ويسكن فِي الرّفْع والجر على أصل قَاعِدَة المنقوص كقاضي الْقَوْم فَتبين بِهَذَا إِيضَاح مَا الغزه هَذَا السَّائِل وَظهر الْمَقْصُود وَالْحجّة واتضحت بِهِ الْحجَّة انْتهى مَا قَالَه فِي الْجَواب وَكَانَت وَفَاته نَهَار الْخَمِيس بعد الْعَصْر عَاشر رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين وَألف وَدفن بمقبرة الفراديس رَحمَه الله تَعَالَى
أَبُو السُّعُود بن عبد الرَّحِيم بن عبد المحسن بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الْمصْرِيّ قَاضِي الْقُضَاة الشعراني أحد أَفْرَاد الدَّهْر فِي المعارف الآلهية وَكَانَ فِي هَذَا الْعَصْر الْأَخير من محاسنه الباهرة جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل وَكَانَ لأهل الرّوم فِيهِ اعْتِقَاد عَظِيم وَهُوَ من بَيت الْولَايَة وَالصَّلَاح وَعم وَالِده الْعَارِف الْكَبِير عبد الْوَهَّاب صَاحب العهود والطبقات وَالْمِيزَان وَغَيرهمَا وفضله أشهر من أَن يذكر وَأما أَبوهُ عبد الرَّحِيم فقد أفردت لَهُ تَرْجَمَة خَاصَّة ستأتي إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَأَبُو السُّعُود ولد بِمصْر وَدخل الرّوم مَعَ وَالِده وَهُوَ صَغِير وَذكر شَيخنَا إِبْرَاهِيم الخياري الْمدنِي فِي رحلته عِنْد تَرْجَمته لَهُ وَأَنه أَخذ عَن الشَّمْس الرَّمْلِيّ والنور الزيَادي قَالَ وَأَخْبرنِي عَن جمَاعَة من بعض أَوْلِيَاء الله تَعَالَى الصَّالِحين المتصرفين من أهل الطَّرِيقَة وَهُوَ بالروم أَنه قَالَ لرجل مِنْهُم مالنا مَعكُمْ حِصَّة فَقَالَ لَهُ بلَى وَلَكِن تنْزع جَمِيع عَلَيْك من الثِّيَاب ثمَّ تخرج من بَاب أدرنه إِلَى حَضْرَة أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ قَالَ فَقلت الْآن قَالَ لَا بعد أَيَّام فعاودته بعد أَيَّام فَقلت الْآن قَالَ نعم فنزعت ثِيَابِي إِلَّا السَّرَاوِيل وَقلت لَهُ أتأذن لي فِي إبقائه حفظا لِمِيزَانٍ الشَّرِيعَة فَأذن ثمَّ أخذت فِي السّير إِلَى أَن وصلت إِلَى الْبَاب الْمَذْكُور فَلَمَّا جاوزته مَرَرْت بالمقبرة فكشف لي عَن أَحْوَال أهل الْقُبُور وَمَا هم عَلَيْهِ وَلم أزل كَذَلِك إِلَى أَن وصلت أَبَا أَيُّوب فزرته وَرجعت وَكَانَ مَا كَانَ وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ كَانَ صَاحب قدم راسخة فِي الْولَايَة وأطبق أهل عصره على ديانته وعفته وَكَانَ لَهُ فِي الْأَدَب وفنونه يَد طولي وَله شعر مِنْهُ قَوْله
(أَقُول للقلب لَا تجزع لفائتة ... إِن الزَّمَان مُطِيع أَمر من أمره)
(قد يسكن الدَّار وَحقا غير ساكنها ... ويسكن الْبَيْت حَقًا غير من عمره)
وَقَوله
(اصبر فَإِن الصَّبْر مِفْتَاح الصعاب ... واشكر فَإِن الشُّكْر مدرار السَّحَاب)
(وَاعْلَم بِأَن الله يولي عَبده ... أَنْوَاع لطف وَهُوَ لَا يدْرِي الصَّوَاب)
وَذكره وَالِدي المرحوم وَأَطْنَبَ فِي تَرْجَمته ثمَّ قَالَ لَازم من شيخ الْإِسْلَام صنع الله بن جَعْفَر الْمُفْتِي ودرس بمدارس قسطنطينية إِلَى أَن وصل إِلَى إِحْدَى مدارس السُّلْطَان
1 / 120