Khulasat Athar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Publisher
دار صادر
Publisher Location
بيروت
(بِلِسَان كَأَنَّهُ اللولب الدوار ... أَو كالحسام مدا وقصرا)
(ولعمري لقد بنيت من الْفَهم ... بِنَاء مشيدا مشمخرا)
(وقرأت الحَدِيث وَالْفِقْه والمنطق ... حَتَّى غَدَوْت للْعلم صهرا)
(لم أفه بِالَّذِي ذكرت سوى للسَّيِّد ... المحبي الَّذِي طَابَ نجرا)
(فليحسن فِي الظنون فَإِنِّي ... لم أرم بِالَّذِي تبجحت فخرا)
(عش مدى الدَّهْر فِي السَّعَادَة ... والإقبال وَالْخَيْر مَا سقى الْقطر غبرا)
فَلَمَّا قَرَأَهَا تغير لَونه وظنها دسيسة عَلَيْهِ وَإِنِّي لست ناظمها وَقَالَ لي خُذ اقرأها أَنْت فَلَمَّا وصلت إِلَى قولي مِنْهَا بِنَاء مشخمرا قَالَ لي قف فَمَا معنى مشخمرا قلت مرتفعا قَالَ لَيْسَ هَذَا من كَلَام الْعَرَب قلت بلَى من كَلَام الْعَرَب هَذَا بشر بن أبي عوَانَة قَالَه وَغَيره قَالَ أَو تعرف مَا قَالَه بشر بن أبي عوَانَة قلت وأحفظ القصيدة مِنْهَا قَالَ أنشدها إِن كنت صَادِقا فَقلت نقل صَاحب قراضة الذَّهَب أَنه كتب بشر بن أبي عوَانَة الْعَبْدي الجاهلي إِلَى أُخْته فَاطِمَة وَكَانَ قد خرج فِي ابْتِغَاء مهر ابْنة عَمه فَعرض لَهُ أَسد فَقتل الْأسد وَقَالَ
(أفاطم لَو شهِدت بِبَطن خبت ... وَقد لَاقَى الهزبر أَخَاك بشرا)
(إِذا لرأيت ليثا رام ليثا ... هزبرا أغلبا لَاقَى هزبرا)
(تبهنس أَو تقاعس عَنهُ مهري ... محاذرة فَقلت عقرت مهْرا)
(أنل قدمي ظهر الأَرْض إِنِّي ... رَأَيْت الأَرْض أتبت مِنْك ظهرا)
(فحين نزلت مد إِلَيّ طرفا ... تخال الْمَوْت يلمع مِنْهُ شزرا)
(فَقلت لَهُ وَقد أبدى نصالا ... محددة ووجها مكفهرا)
(يدل بمخلب وبحد نَاب ... وباللحظات تحسبهن جمرا)
(وَفِي يمناي ماضي الْحَد أبقى ... بمضربه قراع الدَّهْر أثرا)
(ألم يبلغك مَا فعلت ظباه ... بكاظمة غَدَاة قتلت عمرا)
(خرجت تروم للأشبال قوتا ... ورمت لبِنْت عمي الْيَوْم مهْرا)
(وقلبي مثل قَلْبك لَيْسَ يخْشَى ... مصاولة فَكيف يخَاف ذعرا)
(فَفِيمَ تروم مثلي أَن يُولى ... وَيجْعَل فِي يَديك النَّفس قسرا)
(نَصَحْتُك فالتمس يَا لَيْث غَيْرِي ... طَعَاما إِن لحمي كَانَ مرا)
(محضتك نصح ذِي شفق فحاذر ... مارمي لَا تكن بِالْمَوْتِ غرا)
1 / 103