17

Khulāṣat al-mukhtaṣar wa-naqāwat al-muʿtaṣar

خلاصة المختصر ونقاوة المعتصر

Editor

أمجد رشيد محمد علي

Publisher

دار المنهاج

Edition Number

الأولى

Publication Year

1428 AH

Publisher Location

جدة

العلمِ الثلاثَ - وهي: الاقتصار، والاقتصاد، والاستقصاء - فقال: (وأما الفقهُ .. فالاقتصارُ فيه على ما يحويه ((مختصرُ المزني)) وهو الذي رتبناه في (( خلاصة المختصر )) ) اهـ (١)

الثاني : تجدر الإشارةُ هنا إلى أنَّ بعضَ العلماء ظنَّ ((الخلاصةَ)) اختصاراً لـ ((الوجيز)) للغزالي أيضاً(٢)، وهذا خطأ؛ فإن الغزالي مصرِّحٌ في ديباجة ((الخلاصة)) بأنها اختصارٌ وترتيبٌ لـ ((مختصر المزني))، وصرَّح به أيضاً في ((الإحياء))، و((جواهر القرآن))(٣)، فلا أصلَ إذن لما ظنه هؤلاء، لكن ألتمسُ العذرّ لهم فيما قالوه؛ لأن مّن يطالعُ في ((الوجيز)) و(( الخلاصة)) ولا يَدْري ما هو أصلُ ((الخلاصةَ)) فأولُ ما يتبادر إلى الذهنِ أنها اختصارُ (( الوجيز))؛ لأن الغزالي قد سلك - في الجملة - في تأليف هذا المختصر مسلكَ (( الوجيز)) من حيث الترتيبُ والتقسيمُ كما يظهرُ لمن يطَّلع على الكتابين أدنى اطلاع.

هذا شيءٌ، وشيءٌ آخر : أن كتبَ الغزالي الفقهية بعضها مختصر من بعض ، فألّف رحمه الله (( البسيط)) أولاً، وهو اختصارٌ لـ ((نهاية المطلب في دراية المذهب)) لشيخه إمام الحرمين أبي المعالي الجويني، ثم اختصر (( البسيط )) في كتاب سماه ((الوسيط))، ثم ألف (( الوجيز)) وهو مختصرٌ أخذه من (( البسيط)) و (( الوسيط )) وزاد فيه أموراً، و((الوجيزُ)) هو المتنُ الذي شرحه الإمامُ الرافعي بشرحين صغيرٍ وكبيرٍ وسماه (( العزيز ))، فقد يظنُّ البعضُ أن الغزالي قد جرى على عادته في اختصار كُتبه فاختصر ((الوجيز)) في ((الخلاصة))، وليس الأمرُ كذلك.

الثالث : ما أثبتُّه على الغلاف من اسم الكتاب وهو (( خلاصة المختصر ونقاوة المعتصر )) هو ما سمى الإمامُ الغزالي به كتابَهُ كما صرَّح به في ديباجة (( الخلاصة))، وذَكَرَه بهذا الاسم أيضاً العلامةُ مرتضى الزبيدي (٤) ، ويشتهرُ الكتابُ أيضاً باسم

(١) الإحياء (٤٠/١) وسيأتي مثل ذلك في كتابه ((جواهر القرآن)).

(٢) انظر: ((الفوائد المكية)) العلامة السيد علوي السقاف (ص ٣٤).

(٣) إحياء علوم الدين (٤٠/١) و ((جواهر القرآن)) الفصل الرابع.

(٤) إتحاف السادة المتقين (٢٧٣/١).

17