Khawatir Khayal
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Genres
اشتهر هذا الشاعر الفرنسي بقصصه وحكاياته التي ذاع صيتها في الآفاق وترجمت إلى جميع اللغات، ولم ير في جميع الأمم شاعر تفنن مثله في أسلوبه الذي جمع بين شائق القريض وبدائع التعريب وسلاسة التركيب ورائق الوصف ولذيذ الفكاهات وطلى الملح.
كان قادرا على تصوير النبات والجماد والحيوان قدرته على تمثيل أشخاصه تمثيلا لا يشوبه التقصير ولا المغالاة، حتى أصبحت حكاياته نافعة لتهذيب الفتيان قبل الصبيان، ومهما كنت قادرا لا أستطيع أن أوفي هذا النابغة حقه في المجد الأثيل والفضل الجزيل، وما على القارئ إلا أن يرجع إلى الأصل الفرنسي ويتمعن فيه ليتجلى له خفي معانيه ودقائق مبانيه .
سلك المعرب سبيل التصرف المخل، وكان مسوقا إليه لركونه إلى النظم في التعريب؛ إذ لا يتيسر لأشعر الشعراء أن ينقل إلى الشعر شيئا دون تصرف، حتى المترجمين من الإفرنج لا يترجمون النظم إلا نثرا، ولو كانت الترجمة والأصل من لغتين مصدرهما لاتيني؛ ليحافظوا على روح الشاعر وأسلوبه ومعانيه الدقيقة، حتى يكون الأصل والترجمة صنوين أو توأمين.
توخى المعرب في كتابته الأزجال والأدوار والأراجيز وشيئا قليلا يعد على أصابع اليد من بحور العروض، وغير خاف أن الرجز ممقوت ولا يعتد به الشعراء؛ لأنه من خصائص «الفقهاء»، إذ ينظمون به متونهم، وعبر عنه بعض الفضلاء بحمار الشعراء.
فبعمله هذا ذهب بطلاوة هذا النظم البديع والمحاسن الرائقة، وضاعت الفكرة المنشودة، وأصبحت الترجمة لا تليق أن تعزى بشكلها هذا إلى عطارد الزمان في القصص والحكايات ... ومن أنعم النظر في قريضه بهذا الكتاب وجده لا يفترق تقريبا عن نثره الذي أوردنا طرفا منه، وما على القارئ إلا أن يراجعه ليتبين صدق ما قلناه. (1-9) الشيخ أحمد عبد الرحيم
ولد بطهطا عام 1233، وتلقى العلوم العقلية والنقلية بالأزهر، ثم عين مدرسا للنحو والصرف بمدرسة التجهيزية فالمهندسخانة فالحربية، ثم أسندت إليه أخيرا رئاسة تحرير الوقائع المصرية، اشتغل بالآداب والنظم والنثر، وله مؤلفات منها: «منظومة في الصرف»، و«نهاية القصد والتوسل في فهم قولة الدور والتسلسل»، ورسالة في «علمي العروض والقوافي»، وجملة رسائل نحوية أحضرها «النقطة الذهبية في علم العربية»، وديوان مدائح نبوية لم يطبع مرتب على حروف المعجم سماه «در الشرف المنظم في مدح النبي الأعظم» وكل قصيدة منه زهاء خمسين بيتا، وقصائد ومقطعات عديدة جيدة منه ما كتبه لأحمد أفندي فارس صاحب الجوائب بالآستانة في ذيل رسالة:
يا أيها البحر قد أهديتني دررا
فليت شعري ماذا اليوم أهديكا
أخلاقك الغر مثل الشمس ظاهرة
فأنت في غنية عن وصف مطريكا
Unknown page