Khawatir Khayal
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Genres
من وجهة ارتباطه بأقوال تكون عادة غير مفهومة لدينا ولا يفهمها المغنون أنفسهم. (3)
عمله ودائرته التي تتناولها أبحاثه، وهو قديم في تاريخ المدنية الإنسانية، وله أهمية عظمى؛ لأنه كان أمرا عاما يظهر في أغلب الأوقات في أدوار الحياة العملية. (4)
من الوجهة الاجتماعية، نرى للغناء السحري ارتباطا معينا بالحياة الاجتماعية عند القدماء، والمثال الآتي يوضح لنا ذلك جليا.
إن قبائل «أوماها» قوم من هنود الولايات المتحدة يسكنون مقاطعة نبراسكا، وكانوا في الزمن الغابر مشهورين بالصيد ولكنهم أصبحوا في حالة طيبة من المدنية، وتركوا عاداتهم وعقائدهم القديمة حتى صاروا الآن من أعظم العاملين في الزراعة، يكثر في بلادهم الجاموس، وصيد هذا الجنس خاضع لوقائع مختلفة ويمكث زمنا طويلا، وهو مرتب باستعمالات محدودة وإلزامية لكل فرد، وكل مخالفة تصدر منهم تدخل تحت طائلة العقاب الشديد، تخرج القبيلة من قريتها بقيادة رئيس ينتخب في حفلة عظيمة، وهذا الرئيس في الوقت نفسه صياد ماهر وكاهن مغن وساحر عظيم، يحمل كل تبعة؛ إذ هو المنوط بإدارة حركة الصيد واختيار أعظم الأمكنة التي يعسكر فيها جنده، والتنبؤ بمكان الصيد وإحضار الطعام، ويجيب عن كل ما سيحصل من تقلبات الأيام وهجوم الأعداء والمشاجرات وغيرها. (1-6) المطر وصفاء الجو «الغناء السحري عند المكسيكيين»
تهطل في هذه البلاد الحارة ذات الشمس المحرقة الأمطار الغزيرة؛ لأن جبالها «سييرا مادرا الغربية» تبلغ 2069 مترا فوق سطح الماء، والتبخر عندهم سريع، كما أن الأرض متخلخلة لا تحفظ الماء طويلا؛ فلذلك تراهم مهددين بالجدب إذا أمسك عنهم الغيث في المدة المنحصرة بين شهري يونيه وأكتوبر.
غذاء هذه الأمة مترتب على نجاح زراعتها، فهم يفضلون ماء السماء على الذهب والفضة، يعتقدون أن المتصرف في المطر إله يكون تارة جوادا وطورا بخيلا، ولا وسيلة لهم لقهر هذا الإله إلا بالغناء السحري.
انتشر في المكسيك في الجهات الممتدة بين حوض «لاكوستر» الذي توجد في وسطه «مكسيكو» وفي الوجهة الشرقية على مقربة من البحر، والقبلية بالقرب من برزخ «تهويانتيبيك» المذهب القائل بوجود آلهة المطر المسماة «تلالوك»؛ أي آلهة الظواهر الجوية الذين يجودون بالغيث، ويوجد في الحدود الشرقية قبيلة منهم تسمى «نونوالكاس» وهو اسم من أسماء آلهة المطر القدماء «نونوالكالت».
وقد عثر على صورة تمثل «تلالوك» وهو قابض على صولجان من الخشب به السحب، وعلى صدره إناء يعتبر أنه يحوي المطر، وهو مصور باللون الأخضر وله أخت أو زوجة «تسمى الإزار الزمردي».
الاستغاثة بآلهة الأمطار بواسطة الغناء السحري متقدم على الضحايا الفاجعة التي كانت تقترف عدة مرات في السنة؛ إذ كانوا يذبحون عددا عظيما من الأطفال في جهات مختلفة على قمم الجبال تشريفا لإله المطر ليمنحهم وابلا مدرارا، كان الذين تدور عليهم الدائرة ويخونهم الحظ المنكود من هؤلاء الأطفال الأبرياء يزينون بفاخر الثياب ويحملون على الأكتاف في أسرة محلاة بأبهى الريش وأجمل الأزهار، يتقدمهم موكب عظيم جمع بين الغناء والرقص والعزف بالآلات الموسيقية.
ولقبائل «الزونيس» رقص عظيم للمطر يعتبرونه من أقدم عقائدهم وعاداتهم، وهو متدوال بين كافة طبقاتهم ومصحوب بغناء يحدث في حفلة شائقة تقام بكل اعتناء لنوال الأمطار، وهاك ترتيب القسم الموسيقي للحفلة:
Unknown page