(الفصل السابع والعشرون) (دولة الخير ودولة الشر)
قال له القائل: فللخير إقبال ودولة، ثم له إدبار. وللشر إقبال ودولة: ف(لعل وقتنا هذا) أوان ذلك. وجاء عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، أنه قال: ((لا يأتي عليكم زمان إلا وبعده شر منه، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم )). فكيف يجوز أن يكون في هذا الوقت من له حظ الولاية والصديقية؟
قال: أن الولاية والصديقية ليستا من الزمان في شيء. إن الولي والصديق حجة الله على خلقه، وغياث الخلق وأمانهم، لأنهم دعاة إلى الله على بصيرة. فهم في وقت الحاجة (إليهم) أحرى أن يكونوا. وقد بعث الله الرسل في الفترة والعمى ودولة الباطل، حتى نعش الحق وزهق الباطل. فماذا يكبر في الصدور أن يكون في آخر الزمان من يوازي أولهم، لحاجة الخلق إليهم؟
أو لم يقل علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، في حديث كميل النخعي: ((اللهم، لا تخل الأرض من قائم بالحجة. أولئك الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، قلوبهم معلقة بالمحل الأعلى، أولئك خلفاء الله في عباده وبلاده. هاه، شوقا إلى رؤيتهم؟
Page 83