178

Khaṣāʾiṣ Sayyid al-ʿĀlamīn wa-mā lahu min al-manāqib al-ʿajāʾib ʿalā jamīʿ al-anbiyāʾ ʿalayhim al-salām (maṭbūʿ maʿa: minhaj al-Imām Jamāl al-Dīn al-Sarmarī fī taqrīr al-ʿaqīda)

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editor

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Publisher

(بدون)

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Genres

قد جاءوه طائعين فما [ق ٤٣/ظ] احتاج إلى قتالهم، وذلك أبلغ ممن كان يستعصي على سليمان ﵊ حتى يُصَفدهم ويستعملهم.
فإن قيل: إن سليمان ﵊ سخرت له الجنّ يستعملهم في أمور الدنيا فكانوا يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات وكان يستعملهم و(١) يستعين بهم في أموره ويكلفهم ما أحبّ (٢)، قلنا: نعم وذلك فضيلة عظيمة ونعمة [جسيمة] (٣) كبيرة مما أنعم به على آل داود ﵇ و(لكن) (٤) سليمان ﵇ طلب ذلك فإنه سأل ربَّه ﷾ من المُلْك الذي لا يؤتاه غيره، فكان من مقتضى ذلك الأعمال الصّعبة التي لا يقدر عليها بنو آدم فسخّر الله تعالى له الجنّ يعملونها له، ومحمّد ﷺ لما عُرض عليه الملك وأن تجرى له بطحاء مكة وجبالها ذهبًا
اختار الفقر على الملك (٥) لما أراد الله تعالى (له) (٦) من عظم المنزلة في الآخرة، فلم يحتج إلى عمل يُكَلف فيه الجن، وإنما كان يحتاج إلى الجهاد، وكان في أصحابه ﵃ كفاية، ولمّا احتاج في بعض الأوقات إلى مزيد (٧) مساعدة في الجهاد أنزل عليه الملائكة فقاتلت معه، فكان عون محمد صلوات الله وسلامه عليه بالملائكة أعظم من عون سليمان ﵊ بالجن، وقد أشرنا إلى نحو ذلك فيما تقدم، وأما أمور محمد ﷺ الدنيويَةُ التي احتاج فيها إلى مساعد ومعاضد فإنه لما تظاهر عليه بعض أزواجه في الغيرة أنزل الله تعالى يخوفهن من التظاهر والتواطؤ عليه فيما يسوؤه فقال تعالى: ﴿وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ [التحريم: من الآية ٤] فأيّ ظهير أعظم من هذا وأيّ ناصر أقوى من هذا،

(١) في ب "في" بدل حرف العطف، وهو خطأ.
(٢) في ب "يحب".
(٣) "جسيمة" زيادة من ب.
(٤) "لكن" ليس في ب.
(٥) تقدم تخريجه، انظر: ص ٤٣٠.
(٦) "له" ليس في ب.
(٧) في ب "مزيدة" بزيادة التاء المربوطة، وهو خطأ.

1 / 462