160

Khaṣāʾiṣ Sayyid al-ʿĀlamīn wa-mā lahu min al-manāqib al-ʿajāʾib ʿalā jamīʿ al-anbiyāʾ ʿalayhim al-salām (maṭbūʿ maʿa: minhaj al-Imām Jamāl al-Dīn al-Sarmarī fī taqrīr al-ʿaqīda)

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editor

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Publisher

(بدون)

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Genres

لمحمد ﷺ من الآيات الخوارق أعجب من هذا فإن اللبن معهود من النُّوق وإخراج الماء (من بين الأصابع أمر غير معروف فإن محمدًا ﷺ كان إذا قلّ الماء عليهم دعا بالقدح ووضع أصابعه فيه فيتفجر الماء عيونًا) (١) من بين أصابعه حتى يرتوي القوم ودوابهم ويتزوّدوا وهم الجمّ الغفير والخلق الكثير حتى قيل لبعضهم: كم كنتم، قال: لو كنا مائة ألف لكفانا (٢)، ولم يعرف هذا لنبيّ قبله وكذلك كان [ق ٣٨/و] يطعمهم من الطعام اليسير فيشبعون ويتزودون ولو كانوا ألوفًا من طعام يكون قدر ما يكفي الواحد والاثنين ونحو ذلك، وقد كان محمد ﷺ يمسح ضرع الشاة الحائل فيَدُرّ لبَنُها فيحلب منها ويبارَك فيه وأبلغ من ذلك أنه مسَح ضرع الشاة التي لم يَنْزُ عليها الفحل فدرّت لبنًا كما في حديث ابن مسعود (٣) وحديث أم مَعْبَد (٤) وغير ذلك وفي حال طفوليته وهو عند ظئره حَليمة وما أظهر الله تعالى من البركة في درّها ودرّ شارفها وقوّتها وقوّة أتانها حتى حلبوا وشربوا ورَوُوا ورَوِيَ ولدها ونامُوا وما كانوا ينامون الليل من بكائه وصارت أتانها تسبق

(١) ما بين القوسين ليس في ب.
(٢) أخرجه البخاري (٥/ ١٢٢)، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية، من طريق سالم عن جابر ﵁، قال: "عطش الناس يوم الحديبية، ورسول الله ﷺ بين يديه ركوة فتوضأ منها ثم أقبل الناس نحوه، فقال رسول الله ﷺ: «مالكم»، قالوا: يا رسول الله ليس عندنا ماء نتوضأ به ولا نشرب إلا ما في ركوتك، قال: فوضع النبي ﷺ يده في في الركوة، فجعل الماء يفور من بيه أصابعه كأمثال العيون، قال: فشربنا وتوضأنا، فقلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة".
(٣) أخرجه أحمد في مسنده (٦/ ٨٢) ح ٣٥٩٨، بلفظ: "كنت أرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط، فمر بي رسول الله ﷺ وأبو بكر، فقال: «يا غلام هل من لبن؟» قال: قلت: نعم، ولكني مؤتمن، قال: «فهل من شاة لم يَنْزُ عليها الفحل؟» فأتيته بشاة، فمسح ضرعها، فنزل لبن فحلبه في إناء، فشرب وسقى أبا بكر، ثم قال للضرع: «اقلص»، فقلص، قال: ثم أتيته بعد هذا، فقلت: يا رسول الله علمني من هذا القول، قال: فمسح رأسي وقال: «يرحمك الله فإنك غليم مُعَلَّم «، قال محققوا المسند -شعيب الأرنؤوط، عادل المرشد، وآخرون، بإشراف: د. عبدالله التركي-: "إسناده حسن"، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (١٥/ ٥٣٦)، ككتاب إخباره ﷺ عن مناقب الصحابة رضوان الله عليهم وقد فعل، ذكر عبدالله بن مسعود الهذلي ﵁، ح ٧٠٦١.
(٤) هي عاتكة بنت خالد بن منقذ بن ربيعة، أم معبد الخزاعية، ويقال: عاتكة بنت خالد بن خليف بن منقذ. الاستيعاب (٢/ ١٠٦)، أسد الغابة (٧/ ١٨٠)، وقد أخرج حديث الرسول معها ابن عبدالبر في الاستيعاب (٢/ ١٣٧)، من طريق حبيش بن خالد وهو أخو أم معبد ﵃، وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (٢/ ٣٣٧) ح ٢٣٨، والبيهقي في الدلائل (١/ ٢٦٦) ح ٢٣٥، والحاكم في المستدرك (٣/ ١٠) ح ٤٢٧٤، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".

1 / 444