110

Khaṣāʾiṣ Sayyid al-ʿĀlamīn wa-mā lahu min al-manāqib al-ʿajāʾib ʿalā jamīʿ al-anbiyāʾ ʿalayhim al-salām (maṭbūʿ maʿa: minhaj al-Imām Jamāl al-Dīn al-Sarmarī fī taqrīr al-ʿaqīda)

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editor

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Publisher

(بدون)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Genres

ثم عاد ينقز إلى مكانه (١)، وكذلك حنّ الجذع اليابس إليه حين فارقه فلمّا جاءه واحتضنه سكن (٢).
فإن قيل: إن موسى ﵇ لما وفد بخيار قومه وهم سبعون نَفْسًا إلى الله تعالى وكانوا من أفاضلهم فلمّا صاروا في البَرِّيَّةِ غلب رَوحُ القُرْبة على قلبه، وتحقق صدق الإجابة، وظاهَرَهُ قوة الوصول، أسرَعَ إلى ربّه ناسيًا لقومه لما وجد من الوله قاصدًا للمناجاة فقال الله تعالى (له) (٣): ﴿وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى﴾ [طه: ٨٣] فقال: ﴿هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ [طه: من الآية ٨٤]، وهذه حالة شريفة خصّ بها موسى ﵊ دون سائر المرسلين ﵈، عبّر عن نفسه ودلّ على قصده ومراده، قيل: إنّ الله عظّم شأن محمّد ﷺ في آيتين أعلمه (فيهما) (٤) رضاه عنه وأعطاه سؤله ومناه من غير سؤال منه ولا رغبة تقدمت منه فقال تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾ [البقرة: من الآية ١٤٤]، وقال في الآية الأخرى: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ [الضُّحى: ٥] فمنحه رضاه وأعطاه مُناه في جميع مايهواه ويتمنّاه، وغيرُه من الأنبياء ﵈ سألوا وطلبوا رضى مولاهم، وفي حديث عائشة ﵂ أنها قالت: "لما أنزلت هذه الآية: ﴿تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ﴾ [الأحزاب: من الآية ٥١] قلتُ: ما أرى ربّك إلا يسارع في هواك" (٥)، وخصه مع الرضى بالرحمة والرأفة [ق ٢٣/ظ] فقال: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ...﴾ الآية [آل عمران: ١٥٩] وكان رقيق القلب، وأمر الله تعالى

(١) تقدم تخريجه، انظر: ٣٧٣.
(٢) تقدم تخريجه، انظر: ص ٣٧٢.
(٣) "له" ليس في ب.
(٤) "فيهما" ليس في ب.
(٥) أخرجه البخاري (٦/ ١١٧)، بنحوه في كتاب تفسير القرآن، باب قوله تعالى: ﴿تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ﴾ [الأحزاب: من الآية ٥١]، ح ٤٧٨٨.

1 / 394