Kharitat Macrifa
خريطة المعرفة: كيف فقد العالم أفكار العصر الكلاسيكي وكيف استعادها: تاريخ سبع مدن
Genres
كان العالم آخذا في الاتساع، موسعا نطاق المعرفة ومجبرا البشرية على إعادة تخيل مكانهم فيه. لم يعد ممكنا الإيمان بأن المفكرين الكلاسيكيين كانوا يحملون مفتاح حل لكل شيء، ولا أن باستطاعة الكتب القديمة أن تقدم كل الإجابات. كانت الإصدارات الجديدة المطبوعة من كتابات إقليدس وجالينوس وبطليموس مهمة في نشر أفكارهم، ولكنها اضطلعت أيضا بدور أساسي في تسليط الضوء على أخطائهم. في القرن السادس عشر، كان من شأن العلماء أن يركزوا على تصحيح هذه المغالطات والاستعاضة عنها بنظريات جديدة مستندة إلى بحث مفصل في عالم الطبيعة، ممهدة الطريق للاكتشافات المذهلة لثورة القرن السابع عشر العلمية.
في نهاية القرن الخامس عشر، كانت كل الأعمال العظيمة التي تتبعناها من العصور القديمة قد ظهرت كلها في إصدارات مطبوعة؛ ومن ثم كان إرثها في أمان. ما تبع ذلك كان فترة من الاستيعاب والتصحيح وإعادة الاكتشاف والإنقاذ، وكان من شأن هذا العمل الحيوي المتمثل في إعادة التقييم أن يمكن علماء الجيل التالي من الاستفادة من أفكار إقليدس وجالينوس وبطليموس، وكل هؤلاء الذين كانت كتاباتهم قد حفظت لألف سنة، كما كان من شأنه أن يمكن علماء ذلك الجيل من إحداث ثورة في الفلك والرياضيات والطب.
هوامش (1)
مع أن الناس كانوا يستعملون اللغة اليونانية العامية باستمرار لغة للتخاطب في صقلية وأجزاء من جنوب إيطاليا طوال العصور الوسطى، كما رأينا في الفصل السابق. (2)
زعم القديس جيروم، الكاتب المسيحي الذي عاش في القرن الرابع، والذي كان من صفاته الانتباه إلى التفاصيل الماجنة، أن لوكريتيوس قد جن بعد أن شرب ترياق حب وانتحر عندما كان في الرابعة والأربعين من عمره. (3)
استخدم هذا المخطوط نموذجا لأول إصدار مطبوع من كتاب «المجسطي» باليونانية، والذي نشر في بازل في منتصف القرن السادس عشر. (4)
بحلول عام 1475، احتوت على نسخ من أطروحة «العناصر» لإقليدس وكتاب «المجسطي» لبطليموس. (5)
في عام 1450، كان بيساريون قد أتاح أربعة مناصب أستاذية في الرياضيات في جامعة بولونيا نيابة عن البابا، وأعطى الرجلان تكليفات بترجمة مخطوطات لعلماء رياضيات كلاسيكيين لم يكن عملهم معروفا على نطاق واسع وكانت شهرة وأعمال إقليدس تطغى عليهم وهم: ديوفانتوس وأبولونيوس وبرقلس وهيرون، وقبلهم جميعا، أرشميدس. أعار نيكولاس إحدى تراجم أرشميدس هذه إلى بيساريون، ولم يسترجعها قط، ولا تزال موجودة في مكتبة سان مارك الوطنية في فينيسيا. (6)
كان الصينيون قد اخترعوا نسختهم الخاصة من آلة الطباعة في أوائل القرن الثالث عشر. (7)
في القرن الخامس عشر، كانت توجد طابعات في ثمانين مكانا في إيطاليا، وفي أربعة وستين مكانا في ألمانيا وفي خمسة وأربعين مكانا في فرنسا. ليونارداس فيتاوتاس جيرولايتيس، كتاب «الطباعة والنشر في فينيسيا القرن الخامس عشر» (شيكاجو، جمعية المكتبات الأمريكية، 1976)، ص63. (8)
Unknown page