Al-Kharāʾij waʾl-Jarāʾiḥ – al-Juzʾ 1
الخرائج و الجرائح - الجزء1
Genres
فقال ما أقول في إمام شهدت أمة محمد قاطبة بأنه كان أعلم أهل زمانه قال فما تقول في موسى بن جعفر قال كان مثله قال فإن الناس قد تحيروا في أمره قال إن موسى بن جعفر عمر برهة من دهره فكان يكلم الأنباط بلسانهم ويكلم أهل خراسان بالدرية وأهل الروم بالرومية ويكلم العجم بألسنتهم وكان يرد عليه من الآفاق علماء اليهود والنصارى فيحاجهم بكتبهم وألسنتهم فلما نفدت مدته وكان وقت وفاته أتاني مولى برسالته يقول يا بني إن الأجل قد نفد والمدة قد انقضت وأنت وصي أبيك فإن رسول الله(ص)لما كان وقت وفاته دعا عليا وأوصاه ودفع إليه الصحيفة التي كان فيها الأسماء التي خص الله بها الأنبياء والأوصياء ثم قال يا علي ادن مني فدنا منه فغطى رسول الله(ص)رأس علي(ع)بملاءته ثم قال له أخرج لسانك فأخرجه فختمه بخاتمه ثم قال يا علي اجعل لساني في فيك فمصه وابلع كل ما تجد في فيك ففعل علي ذلك فقال له إن الله قد فهمك ما فهمني وبصرك ما بصرني وأعطاك من العلم ما أعطاني إلا النبوة فإنه لا نبي بعدي ثم كذلك إماما بعد إمام فلما مضى موسى علمت كل لسان وكل كتاب وما كان وما سيكون بغير تعلم وهذا سر الأنبياء أودعه الله فيهم والأنبياء أودعوه إلى أوصيائهم ومن لم يعرف ذلك ويحققه فليس هو على شيء ولا قوة إلا بالله
Page 351