فقال باهتمام: أكنت جادة؟ - كل الجد. - لا شك أنك معجبة به كممثل! - طبعا.
وتبادلا نظرة، ثم قال: إنه في الخامسة والأربعين! - مفهوم، ألم تسمع عن سحر الزمن؟ - كلا، ولكنني سمعت كثيرا عن مأساة الزمن. - قد تحتمل كواعظ في صفحة «أمس واليوم»، أما هنا ... - وما دوري أنا في القصة؟ - أنت صديقه الأول. - له بنت في سنك. - أجل، أظنها بكلية الحقوق.
وتفكر مليا، ثم سأل: كاشفيني بأفكارك، هل تفكرين مثلا في تخريب بيته والزواج منه؟
ندت عنها ضحكة، وقالت: لا أفكر بتاتا في الخراب. - مجرد حب؟
فهزت منكبيها دون أن تنبس. - طريق إلى الشاشة؟
فقالت بازدراء: لست انتهازية. - وإذن؟! - عليك أن تفي بوعدك.
وثمل رأسه بفكرة طارئة، فهتف: ألهمتني موضوعا! - ما هو؟
فكر بأناة، ثم قال: حرية الحب بين الأمس واليوم. - زدني.
فقال مدفوعا بعنف لم يحاول هدهدته: إليك مثالا من نقاط الموضوع، قديما عندما كانت تزل فتاة، كان يوصف سلوكها بالسقوط، اليوم يوصف بأنه قلق العصر، أو قلق فلسفي.
فقالت بحدة: أنت متحجر رغم ادعاءاتك المتقدمة. - ماذا تتوقعين من خلف لسلف من العصر الحجري؟ - ألا تستطيع أن تنظر إلي كإنسان مثلك تماما؟ - إذا كنت نرجسيا. - ها أنت تهزل، كما أن أبي يزعق. - وأنت؟ - ما زلت أطالبك بالوفاء بوعدك. - دعيني أعطك فكرة عنه أولا؛ هو فنان كبير، ممثل الشاشة الأول في تقدير الكثيرين، وله سياسة معروفة لا يحيد عنها، فإذا تعرف إلى فتاة مثلك أخذها من فوره إلى مسكنه الخاص بالهرم، ثم يبدأ من حيث ينتهي غيره. - أشكرك على جميل وصايتك. - أما زلت عند طلبك؟ - بلى.
Unknown page