ولكني لا أجاري المؤرخ الطلياني في تصنيفه هذا؛ بل من الثابت أن تأثير الإسلام في القبائل العربية كان يختلف باختلاف العوامل التي ذكرناها قبلا. والواقع أن الرسول لم يمت إلا وقد ظهرت حركة الردة في القبائل، فمنها من طلب إعفاءه من إعطاء الزكاة، ومنها من امتنع من إعطائها، ومنها من قدم رجلا وأخر أخرى في ذلك، فأمسك عن الصدقة، وأخيرا منها من ارتد وطرد عمال الرسول، أو قتل المسلمين ومثل بهم.
وكان الرسول في حياته قد حرض عماله في اليمن على مقاتلة الأسود العنسي الذي ادعى النبوة، واستولى على أكثر مقاطعات اليمن.
أما أبو بكر فرد الوفود التي أتت إلى المدينة وطلبت منه أن يعفيها من إعطاء الزكاة، وقال كلمته المشهورة:
والله لو منعوني عقال بعير لقاتلتهم عليه.
ولما وردت الكتب من أمراء الرسول تنبأ أبو بكر بأن الناس ارتدوا عامة وخاصة، وأنهم تبسطوا بالتمثيل فحاربهم. (1) قوات الفريقين
أهل الردة
إذا استقصينا الأخبار التي رواها الرواة توصلنا إلى النتائج التالية:
أولا:
لم ترتد القبائل الساكنة إلى شرقي مكة وغربيها وجنوبيها؛ بل ظلت على الحياد غير ميالة إلى أحد الفريقين، وهي قبائل كنانة وأزد وبجيلة وجثعم وعك وأشعر وحكم وغيرها.
ثانيا:
Unknown page