يديك فما فرغ من محاورته حتي اتاه الخبر بان امرأة كانت تخيز في تنور لها فتبع منه الما فقال وما عسي ان يكون الذي نبع من التنور فقال له نوح انه علامة السخط وكذلك اوحي الي ربي يا درمشيل انه قد تخلخلت الارض من جميع جهاتها فانزع قوائم فرسك فان الما يخرج من تحتها فازال فرسه فاذا الماء ينبع من تحت قوائمه فصار الي موضع اخر فكان كذلك. واقبلت رسله من كل مكان تخبره بان الماء قد كثر وفار فرجع الي اهله ليأخذهم ويمضي الي المعاقل التي اعدها وقد كان علم الطوفان عنده الا انه لم يات وقته عندهم لما اراد الله به وبقومه من العذاب فلما اراد الصعود الي الجبل الذي فيه المعاقل انحطت عليه وعلى من معه الحجارة من اعلى الجبل. فت انفتحت ابواب السماء بما لا يعلم قدره الا الله فصاروا لا يدرون اين يتوجهون. ويقال كان ذلك الماء حارا وصار يام بن نوح مع الدرمشيل ونادي ابنه وكان في معزل يبني أركب معنا ولا تكن مع الكافرين [هود. 42، 43]

فاقامت السفينة في الماء مائة وخمسين يوما وقيل اقامت احد عشر شهرا وقيل ان الارض جفت في سبعة وعشرين يوما من الشهر الحادي عشر وقيل كان الطوفان في رجب. ووقفت السفينة على الجودي في الحرم وقيل كان بين هبوط ادم الي الارض وبين نوح الفي سنة ومائتي سنة وخمسين سنة ث ارسل الله على وجه الارض بخارا اسكن الماء وانست مابعه وكان كما قال تعالى . وقيل بأرض ابلعي ماءك وياسماء اقلعي وغيض الماء وقفي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين [هود. 44]

فلما مضي من غور الماء اربعون يوما فتح نوح باب السفينة وبعث الغراب لينظر هل نشفت الارض فمضي ولم يعد اليه فدعا عليه ان يكون مباعدا ابدا وان يكون رزقه في الجيف ع ارسل الحمامة فرجعت. وقد صبغت رجليها بالطين وفي منقارها ورقة خضرا من شجرة الزيتون وقيل من ورق العنب ولما وقفت السفينة على الجودي امر اهله. نوحا ان يخرج من السفينة بمن معه فاخرج البهائم والهوام فتلوي الأسد في السفينة فصاح له نوح فالقي الله عليه الحمي من حينه فذلك لا يزال الأسد محموما وكان النجو قد اذاهم فلطم نوح الفيل فعطس خنزير, فالتقط ذلك النجو فهو ابدا غذا الخنزير واذاهم الفار ايضا فلطم الأسد فعطس هرا ففر منه الفار فتبعه فاكله.

ومن حينئذ كانت عداوة الهر والفار مج نزل نوح ومعه بنوه الاربعة سام وحام ويافث وعطون وكان قد ولد له في السفينة فبنوا قرية سميت قرية ثمانين سكنوها فقال الله

Page 330