149

Khabar Can Bashar

kitab al-Khabar ʿan al-Bashar Fi ’ansab al-‘Arab wa Nasab Sayyed al-Bashar

Genres

باليهود وانهم لايقبلون شيئا من سنن الملك. ولا من اوامره ويخالفون ديانته ونحو ذلك من التشنيع ه حتي اسخطه عليهم واذن له في الايقاع بهم بعد ان التزم له الوزير بحمل عشرة الاف بدرة فضة الي خزانته فخرج من عند الملك, وكتب الي جميع اعمال المملكة بقتل من عندهم من اليهود بحيث لا يتركوا منهم ذكرا ولا انثي كبيرا ولا صغيرا حتي الاطفال وان تتهب أموالهم فبلغ ذلك مردوخاي فجمع من عنده من اليهود ولبس مسحاه وحمل الرماد على راسه وقام وهو ومن معه يدعو الله تعالى.

وقد صاموا وكان قد بعث الي الملكة استير ابنة اخيه يعلمها بما كتب به الوزير هيمون فدخلت بعد ثلاثة ايام الي اردشير وسجدت له على عادتها وسالته ان يحملها بحضوره هو ووزيره في صنيع تعمله فاجابها الي ذلك, وحضر معه الوزير هيمون صنيعها واقام نهارها ت خرج هيمون وقد زهت نفسه وتعاظم اذ صار يجتمع مع الملك على زوجته ومر في طريقه على مردوخاي فلم يقم له ولم يسجد له جري على عادته وكاد ينشق من الغيظ وانتهي الي داره وافشي لخاصته ما هو فيه من احتقار مردوخاي له فما منهم الا من حسن له قتله فامر بخشبة طويلة فتصبت ليصلبه غدا عليها وبات الملك مع زوجته استير فسلط الله عليه السهر بحيث لم ينم فامر ان يقرأ عليه سيرته عساه اذا سمعها ينام فمروا في قراتها على قصة الرجلين وكيف بلغ مردوخاي خبرهما الملك حتي تنبه لهما وقتلهما فاذكره ذلك ما نسيه وقال لمن حضره ماذا تري كان جزاؤنا لهذا الرجل الجليل الكريم على هذا الصنيع الجميل فقالوا انه لم يصنع معه شي فما هو الا ان اصبح واذا بالرسل قد بعثها في طلب الوزير فعندما مثل بين يديه قال ما الذي يعمل بمن يريد الملك واعزازه فظن ان الملك يريده بذلك. فقال الذي يعمل به ان يلبسه الملك من ثياب الملك ويتوجه ويركبه من مراكبه وينادي بين يديه هكذا يعمل بمن يريد الملك اكرامه فقال له اردشير اخرج الان وخذ اللباس والخيل والمراكب واعمل جميع ما قلت بمردوخاي فما وسعه الا ان خرج والملك يؤكد عليه في سرعة امضا ذلك فما هو الا ان فرغوا من اشهار الندا بين يدي مردوخاي وقد طيف به وهو متوج مخلوع عليه. حتي عاد الي قصر الملك ومضي الوزير الي داره مهموم متحسرا بات كذلك, واصبح في اليوم الثلاث وقد استدعاه الملك لتمام صنع الملكة استير فجا وجلس وهو لا يعي من الهم واذا باستير قد اقبلت وهي تزحف فوقعت الي الارض ساجدة ثم قامت وقد تغيرت هيئتها واستمرت واقفة حي سالها اردشير عما بها فقالت قد صار قصاري امري مع الملك. وغاية ما اتمناه ان تهب لي الملك نفسي فاني قد صرت. وجميع قومي الي الهالك. والاستئصال.

Page 203