192

Kawthar Jari

الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري

Investigator

الشيخ أحمد عزو عناية

Publisher

دار إحياء التراث العربي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ مُنَفِّرُونَ، فَمَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ المَرِيضَ، وَالضَّعِيفَ، وَذَا الحَاجَةِ». [الحديث ٩٠ - أطرافه في: ٧٠٢ - ٧٠٤ - ٦١١٠ - ٧١٥٩]. ــ والأول أبلغ، هذا الرجل هو حرام بن ملحان خال أنس بن مالك، وقوله: لا أكاد أدرك الصلاة، نفي لقرب الإدراك فضلًا عن الإدراك؛ لأن كاد من أفعال المقاربة، وفيه لغتان: كود يكود، على وزن: علم يعلم، وكود يكود، على وزن: نصر ينصر، وعلى اللغة الأولى جاء ما في الحديث، وغرضه أنه ترك الجماعة لما يطوِّل الإمام، وقد جاء صريحًا في رواية أخرى من طريق أحمد بن يونس في كتاب الصلاة: إني لأتأخر عن صلاة الغداة، وفي رواية محمد بن يوسف: عن صلاة الفجر، وبهذا سقط ما يقال: لعل الرواية: لأكاد، فإن التطويل يقتضي الإدراك. (أيها الناس إنكم منفرون، فمن صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة) وفي رواية في كتاب الصلاة بدل: "الضعيف" "الكبير" يشمل الضعيف المريض وغيره، وفي أخرى: "الضعيف والسقيم والكبير" فيشمل الضعيف ذا الحاجة، وجعل هنا الضعيف شاملًا للكبير، وسيأتي أيضًا أن من صلى بقومٍ فليقتدي بأضعفهم، وكان فعل رسول الله ﷺ على هذا النمط، يطوِّل تارة ويقصر أخرى باعتبار أحوال المقتدين به، وسيأتي في أبواب الصلاة كل ذلك مفصلًا، وهذا كله بناء على ما تقدم في كتاب الإيمان من أن الدين يُسر. فإن قلت: (أشد غضبًا من يومئذٍ) فيه تفضيل الشيء على نفسه؟ قلت: لا ضرر فإنه باعتبارين.

1 / 198