232

============================================================

(3 (61) أخت الفضيل (4 كانت من العابدات الزاهدات، الورعات الناسكات.

ومن كلامها: الآخرة أقرب من الذنيا، وذلك أن الرجل يهتم بطلب الذنيا، فلعله ينشىء لذلك سفرا فيه تعب بدنه، وانفاق ماله، ثم لعله لا ينال بغيته، والؤجل يطلب الآخرة، فمتهى طلبته في حسن نيته حيثما كان، من غير أن ينشى سفرا أو ينفق مالا، أو يتعب بدنا، ما هو إلا أن يجمع على طاعة الله، فإذا هو قد أدرك.

وقالت: ما بيننا وبين أن نرى الشرور(1)، أو ننادى بالويل والثبور إلآ خروج هذه الأرواح من الأبدان، فانظروا أي (2) عبيد تكونون حينيذ ؟

قال الفضيل رحمه الله: ما رأيث رجلا ولا امرأة قط أطول حزنا منها.

(62) أمة الله زوجة رياح القيسي (4 رحمة الله عليها.

كانت على الخير مثابرة، وللنفس والشيطان غالبة قاهرة، تقوم الليل كله، فإذا مضى ربعة، قالت لزوجها: قم. فإذا لم يقم، قامت لنصفه، ثم تقول له: قم، فإذا لم يقم، قامت لثلاثة أرباعه، ثم تقول له: قم. فإذا لم يقم، قامت للوبع الرابع، ثم تقول له: قم للصبح، فقد مضى عسكر الليل، وأنت نائم، من كان غرني بك يا رياح ؟

() صفة الصفوة 189/3، المختار من مناقب الأخيار 414/أ .

(1) في المطبوع: سفرات السرور.

(2) في الأصل: إلى عبيد، والمثبت من مصادر الترجمة : (4) صفة الصفوة ) /43، المختار من مناقب الأبرار 409/ا، الطبقات الكبرى للشعراني .11/1

Page 232