200

============================================================

وقال: خلا المطاف ليلة، فطفت وصرت أقول: يا رب، أسألك الحفظ من المعاصي. فهتف بي هاتف، يا إبراهيم، أنت تسألني الحفظ، وكل عبادي يسألوني ذلك، فإذا حفظتهم من المعاصي فعلى من أتفضل ؟

وقال: ما على أحدكم إذا أصبح وأمسى أن يقول: اللهم، احرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بركنك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا، ولا نهلك وآنت رجاؤنا.

وكان يقول: نوقع دنيانا بتمزيق دينا فلا دينا يبقى ولا ما نرقع وقال: إياكم والغرة بالله فلا تضرتكم الحيوة الدنيا ولا يغرنكم بالله الضرور [لفمان: 33) .

وقال: الفقر مخزون عند الله في السماء يعدل الشهادة، لا يعطيه إلا من أحت: وسئل عما كان بين علي رضي الله عنه ومعاوية، فبكى كثيرا، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: من عرف نفسه اشتغل بها عن غيره.

وقال: طلب الناس الدنيا بالؤضا والغضب، فلم ينالوا منها حاجتهم، وإنه من أراد الآخرة كان التاس منه في راحة.

وقال: لا يقل مع الحق فريد، ولا يقوى مع الباطل عديد.

وقال: لا يتم الورع إلا بتسوية كل الخلق في قلبك، والاشتغال عنهم بذنبك، وعليك بالذكر من قلب ذليل لرب جليل، وفكز في ذتبك، وتب إلى ريك ينبت (1) الورع في قلبك .

وقال: إنما يزول عن قلبك هواك، إذا خفت من تعلم أنه يراك .

وقال: إنما حجبت القلوب عن الله لكونها أحبث ما أبغضه، فمالث للدنيا، وتركت العمل لدار فيها حياة الأبد.

(1) في المطبوع: وتب إليه يثبت.

Page 200