Kawakib Durriyya
Genres
============================================================
ولما قدم سفيان الثوري رضي الله عنه الرملة أرسل إليه ابن أدهم رحمه الله : أن تعال فحدثنا، فجاءهم، فقيل له: تبعث إليه بمثل هذا(1). قال: أردث أن أنظر كيف تواضعه ؟
وسئل عن لبس المزقعة، فقال: إن قلث اختيارا تكون دعوى، أو اضطرارا تكون شكوى، ولكن لبستها عارية.
وصحبه رجل فلما أراد مفارقته قال: يا إبراهيم، إن رأيت في عيبا فنيهني فقال: لم أره فيك، لأني لحظتك بعين الوداد فاستحسنت منك ما رأيث، فاسأل غيري: وسمع قاريا يقرأ {إذا الشماء انشقت) [الانشقاق: 1] فاضطربث أوصاله وارتعدت: ومو براعي غنم، فقال: هل شربة من ماء أو لبن ؟ قال : أيهما أحب إليك ؟
قال: الماء. فضرب بعصاه حجرا، فانبجس منه الماء، فشرب فبقي متعيبا، فقال الراعي : لا تعجب، إن العبد إذا أطاع مولاه أطاعه كل شيء : ومن فوائده: ان الؤجل الحر الكريم من تخرج نفسه عن الدنيا قبل أن يخرج منها.
وقال: لو علم الملوك ما نحن فيه من التعيم والشرور، ولذة العيش، وقلة التعب لجالدونا عليه بالسيوف، طلبوا الراحة والنعيم فأخطؤوا الطريق المستقيم(11.
وقال: من قال لأخيه: أعطني من مالك، فقال: كم تريد؟ فما قام بحق الأخوة. ومن دعاه أخوه إلى حاجة فقال: إلى أين؟ فما قام بحق الضحبة.
وقال: طلب الملوك شيثا ففاتهم، وطلبناه فوجدناه، ما يجاوز همي كسائي (1) في المطبوع: بمثل هذا هكذا.
(2) في (ب) والمطبوع: الصراط . والمثبت من (1) وهو في الحلية 371/7.
19
Page 197