151

============================================================

ف الن الهماة (17) سعيد بن عامر الجمحي القرشي(4 ( زهد في الفتانة السحارة، ونظر إلى طلابها بعين الحقارة، فرغب عن الدنيا، مع تقلده الولايات، وقيامه فيها برعاية العهود والأمانات، وقد قيل: التصوف مصابرة المنون دون تحقيق الظنون.

وكان من عمال عمر رضي الله عنه على حمص(1) دعاه فقال: إني مستعملك. فقال: لا تفتني يا أمير المؤمنين. قال: والله ، لا أدعك، قلدتموها في غنقي، وتتركوني: ثم قال عمر رضي الله عنه: ألا نفرض لك رزقا؟ قال: في عطائي ما يكفيني دونه. فكان يخرج منه قوته ويتصدق ببقيته ، فتقول امرأته: أين فضل عطائك؟ فيقول: أقرضته. فأتاه أناس فقالوا: إذ لأهلك عليك حقا، ولأصهارك عليك حقا. فقال: ما أنا بملتمس رضى من الناس دون الله(2) .

وبلغ عمر رضي الله عنه أنه يمر به كذا كذا ليلة لا يدخن(3) في بيته، فأرسل إليه بمال فاخذه فصره ضررا، فتصدق به.

مات سنة تسع عشرة من الهجرة.

() طبقات ابن سعد269/4، طبقات خليفة 299، الزهد لأحمد 180، الجرح والتعديل 4814، الثقات لابن حبان 155/3، حلية الأولياء 244/1، الاستيعاب 624/2، صفة الصفوة 160/1، المختار من مناقب الأخيار 166/ب، أسد الغابة 311/2، ختصر تاريخ دمشق 319/9، العبر 24/1، الوافي بالوفيات 15/ 230، العقد الثمين 581/4، تهذيب التهذيب 51/4، الإصابة 99/3.

(1) في (1) : دمشق.

(2) حلية الأولياء 246/1، 247.

(3) في (ا) يدخر.

151

Page 151