31

Kitābat al-ḥadīth fī ʿahd al-nabī ﷺ wa-ṣaḥābatihi wa-atharuhā fī ḥifẓ al-sunna al-nabawiyya

كتابة الحديث في عهد النبي ﷺ وصحابته وأثرها في حفظ السنة النبوية

Publisher

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة المنورة

Genres

يلاحظ في هذه الرواية بيان ما كان يكتب فيه حينذاك وهو الجلود بعد دباغتها وتنظيفها، وبيان محتويات المكتوب وأنه في صيغة معاهدة لأهل هذه القبيلة فيها أمرهم ببعض التشريعات والالتزام لهم كذلك بحق الأمان المكفول من الله تعالى ومن رسوله ﷺ.
كما أن في الرواية أن الصحابي الذي حمل إليهم هذه المعاهدة المكتوبة قد حفظ أيضا في صدره غيرها مما سمعه من الرسول ﷺ وأداه لمن سألوه من أهل البصرة وهو في طريقه إلى قومه بالكتاب المذكور.
وعن الضحاك بن سفيان الكلابي - ممن وفد على رسول الله ﷺ وكان واليًا على قومه، وقد روى سعيد بن المسيب عنه: "أن الرسول ﷺ كتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها" (١) .
وعن رافع بن خديج ﵁ أنه قال لمروان بن الحكم: إن مكة إن لم تكن حرامًا، فإن المدينة حرم، حرمها رسول الله ﷺ وهو مكتوب عندنا في أديم خولاني، إن شئت أن نقرئكه فعلنا، فناداه مروان: أجَلْ بلغنا ذلك (٢) وله شاهد في صحيح مسلم يرقيه إلى الصحيح لغيره (٣) والأديم الخولاني نوع من الجلود، وسبق في الحديث السابق أنه كان مكتوبا في جلد أيضا.
ومن هذا الحديث يستفاد أن رافعًا ﵁ كان يحتفظ ببعض الأحاديث المكتوبة عن رسول الله ﷺ، ويرجع إليها في مناسبتها للاحتجاج بها.

(١) ينظر الإصابة (٢/ ترجمة ٤١٦٦) والمنتقى لابن الجارود مع تخريجه غوث المكدود (حديث / ٩٦٦) وجامع الترمذي حديث (٢١١٠) وقال: حسن صحيح.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده (٤/ ١٤١ حديث ١٧٢٧٢) .
(٣) صحيح مسلم (حديث/ ١٣٦١، ٤٥٧) .

1 / 31