============================================================
الصامتين فبهذا الايسم يميزون من جملة المستجيبين (1) . ثم أراد الله عز وجل أن يذكر درجة فوق درجات النبيين والصديقين في أعصار غير أعصارهم، فقال: والشهداء (2) عند ربهم} فهم الرسل شهداء الله جل وعلا في جميع الأعصار ويجعلهم شهداء على خلقه وهم أصحاب الشرائع ، الا ترى إلى قوله جل وعلا: {فكيف إذا جثنا من كل أمة بشهيد (3 وجثنا بك على هؤلا ء شهيدا) أما أصحاب الشرائع فهم (4) شهداء الله على خلقه ومن تحت أيديهم يكون الدعاة، والأنبياء وهم المرسلون والأنبياء غير المرسلين، لأن في أنبياء الله من بعضهم أفضل من بعض، ألا ترى إلى قول الله عز وجل : { ولقد فضلنا(4) بعض النبين على بعض فهذه مرتبة الأنبياء لأن بارئهم يرتبهم بفضل منازلهم عنده، فالاختيار في ذلك إلى صاحب الشريعة الذي شرفهم ونوه بأسمائهم وأمر بطاعتهم ، ونهى عن معصيتهم ، الا ترى إلى قول الله عز وجل: شرع لكم من آلدين ما وصى به (4 نوحا وآلذي أوحينا إليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) فأصحاب المخاطبة الذين كلمهم الله عز وجل هم أولو العزم (2) من الرسل كما أمر الله عز وجل بعض انبيائه بقوله: فاصبر كما صبر أولو العزم (4) من الرسل} يعني الذين عزموا على مرضاة الله فما أخذهم خوف أحد من العالمين،
Page 129