============================================================
الله، ويبشرون بثواب الله، وينذرون بعقابه، ويدعون إلى عبادته، هذا أمر الله ودينه الذي هو الأول والآخر وما بينهما(1) .
ومن ذلك ما قال الحكيم عليه السلام : إن أول حجاب احتجب به البارىء جل وعلا هو آخر ما يظهر لأوليائه وهو معنى قوله هو الأول والآخر، وهو أول كل أول بعد أمره إلى أول خلقه، وهو آخر بعد كل آخر، إليه يرجع الأمر كله، وهو الظاهر على جميع أنبيائه ودعاته ورسله، وهو الذي أظهرهم على أمره، وهو الباطن الذي بطن الأشياء فلا تدرك إلأ من عنده، وهو بكل شيء عليم ، الكبير والصغير من خلقه، بما لم يعلمه الدعاة إليه صلوات الله عليهم وهم الرسل والأئمة الذين يدعون إليه بإذنه، ويهدون بأمره، وهو آخرما يظهر لأوليائه وعباده من آخر أمره على يد الآخر من رسله والقوام بدينه وإن اختلفت الصفات والأسماء فالمعنى الذي هم قائمون به واحد، وهو المبعوث في كل زمان وبه يطالب الله الناس الذين آنس (2) منهم الرشد، فعرفوا الحق، واستبصروا بالنور الكامل، وقرأوا الصحيفة، وأجابوا على الحقيقة، فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، لأنهم رفقاء أولياء الله في عصرهم، ويرتقون بهم ويسكنون، الم (3 تسمع قول الله جل ذكره في صفة الجنة وسكانها التي جرى منها العلم الشافي (4) للكل، والمحي للكل، فقال : { وحسنت مرتفقا لأنها رافقت بهم ورفقت حتى أجابوها وهي الحجة عليه السلام والذين أنعم الله عليهم فهم أهل الاجابة والرضى والتسليم والاخلاص، الذين كلما وصلوا إلى علم وضعوا خدودهم لبارئهم وحدثوا عند ذلك توبة ليعرف فضل شكرهم وداموا على مرضاة الله(2) فانتقلوا من تلك الرتبة إلى آن صار منهم آنبياء وصديقين فمنهم من
Page 126