71

Kashf al-maḥajja li-thamara al-muhja

كشف المحجة لثمرة المهجة

Publication Year

1370 - 1950 م

Regions
Iraq

حقوقه عليه السلام بعد وفاته وخاصة يوم الممات أن يجلس المسلمون كلهم على التراب لا على الرماد ويلبسوا أفضل ما يلبسه أهل المصائب من السواد ويشتغلوا ذلك اليوم خاصة عن الطعام والشراب ويشترك الرجال والنساء في النياحة والبكاء والمصائب ويكون يوما ما كان يوم مثله في الدنيا ولا يكون فما كان يتعذر أن يجمعوا بين طلب الولاية وبين حقوق مصابه العظيم الذي لا يجوز أن يهون فكيف جاز في عقل أو شرع أن ينقضي ذلك اليوم بالمخاصمات على الحطام فيا لها من نكبة وفضيحة عليهم تبكي منها القلوب والعيون.

ومن أعجب ما رأيته في كتب المخالفين وقد ذكره الطبري في تاريخه ما معناه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم توفى يوم الاثنين وما دفن إلى ليلة الأربعاء وفي رواية أنه (ص) بقي ثلاثة أيام حتى دفن وذكر إبراهيم الثقفي في كتاب المعرفة في الجزء الرابع تحقيقا أن النبي صلى الله عليه وآله بقي ثلاثة أيام حتى دفن لاشتغالهم بولاية أبي بكر والمنازعات فيها وما كان يقدر أبوك علي عليه السلام أن يفارقه ولا أن يدفنه قبل صلاتهم عليه ولا كان يؤمن أن يقتلوه إن فعل ذلك أو ينشبوا النبي صلى الله عليه وآله ويخرجوه ويذكروا أنه دفنه في غير وقت دفنه أو في غير الموضع الذي يدفن فيه فأبعد الله جل جلاله من رحمته وعنايته نفوسا تركته على فراش منيته واشتغلت بولاية كان هو أصلها بنبوته ورسالته لتخرجها من أهل بيته وعترته والله يا ولدي ما أدري كيف سمحت عقولهم ومروتهم ونفوسهم وصحبتهم مع شفقته عليهم وإحسانه إليهم بهذا التهوين ولقد قال مولانا زين العابدين عليه السلام والله

Page 71