13

Kashf al-maḥajja li-thamara al-muhja

كشف المحجة لثمرة المهجة

Publication Year

1370 - 1950 م

Regions
Iraq

جلاله من جوده لتطلبها من باب الزيادة عليه مع وفوده أنك تجد أكثر العارفين لا يعرفون وقت معرفتهم به جل جلاله ولا يوم ذلك ولا ليله ولا شهره ولا سنته ولو كان بمجرد كسبهم ونظرهم قد عرفوه لكان وقت ذلك أو ما يقاربه قد فهموه لأنك تجد العقل شاهدا أن من عرف سلطانا عظيما بعد أن كان جاهلا بمعرفته وكان وجه التعريف به من جهة لا يدركها الانسان باجتهاده وهمته فإنه يعرف وقت المعرفة بذلك السلطان أو ما قارب ذلك الزمان وإنما الله جل جلاله يسلك بالعبد الضعيف تسليكا يقصر فهمه عنه فلذلك لا يعرف وقت المعرفة ولا ما قارب منه.

الفصل الثاني والعشرون: واعلم يا ولدي يا محمد أيدك الله جل جلاله بجلال التأييد وكمال المزيد أن قولي هذا هو مما أقصد به أن النظر في الجواهر والأجسام والاعراض لا يجوز أو أنه ما هو طريق إلى المعرفة على بعض الوجوه والاعراض بل هو من جملة الطرق البعيدة والمسالك الخطيرة الشديدة التي لا يؤمن معها ما يخرج بالكلية منها.

الفصل الثالث والعشرون: وقد كان لنا صديق فاضل من المتعلمين بعلم الكلام رحمه الله ورضي عنه يحضر عندنا ونحدثه ونعرفه أن طرق المعرفة بالله جل جلاله بحسب معلوماته ومقدوراته على الأنام ولا ينحصر عددها بالافهام فتعجب لأجل ما قد ألفه من أن معرفة الله جل جلاله لا طريق إليها إلا بنظر العبد فقلت له يوما ما تقول في عيسى بن مريم (ع) لما قال في المهد (إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا) كانت معرفته بالله جل جلاله في

Page 13