جلب المنافع، ودفع المضار، وسد الفاقات، وتفريج الكربات، فهو كافر بإجماع المسلمين، ومن ذلك اتخاذهم شفعاء) (١) .
وقد تقدم ما يدل على ذلك صريحًا، ويأتي هذا الكلام عنه-﵀ مبسوطًا.
وذكر قول الله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ، وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَه﴾ (٢) . ثم قال رحمه الله تعالى: (نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به (٣) المشركون، فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه، أو يكون عونًا لله، ولم يبق إلا الشفاعة فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب، كما قال تعالى (٤): ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾ (٥) فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة، كما نفاها القرآن، وأخبر النبي ﷺ: "أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده" لا يبدأ بالشفاعة أولًا، ثم يقال له:
(١) قد ذكر المصنف- ﵀ –هذا الكلام في صفحة ١٦٨، وقد أثبتنا جميع الفروق -سوى ما ذكر – في الصفحة المذكورة فأغنى عن إعادتها هنا.
وهو في "الفتاوى": (ج١/١٢٣و ١٢٤و ١٢٥و ١٢٦) والمصنف –﵀ قد اختصر كلام شيخ الإسلام –﵀.
(٢) في "م" و"ش": "الآية"، وهي في سورة سبأ، الآيتان: ٢٢و٢٣.
(٣) سقطت من: (المطبوعة): "وبه".
(٤) سقطت من: (المطبوعة): "تعالى".
(٥) سورة الأنبياء، الآية: ٢٨.