149

Kashf mā alqāhu Iblīs min al-bahraj waʾl-talbīs ʿalā qalb Dāwūd b. Jirjis

كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

Editor

عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد

Publisher

دارا العاصمة للنشر والتوزيع

Edition Number

١١٩٣هـ

Publication Year

١٢٨٥هـ

وأهلها (١)، كما قال تعالى في حق المسيح ابن مريم: ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد﴾ (٢)، فأخبر ﵇ أنه لما كان بين أظهرهم كان شهيدًا عليهم؛ فلما غاب عنهم كان الشهيد هو الله، الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، فكيف ينزّل الغائب منزلة من لا يخفى عليه شيء في الأرض (٣) ولا في السماء؟.
الوجه الرابع: أن النبي ﷺ علَّم أمته كل خير يعلمه لهم، وحذرهم (٤) عن كل شر يعلمه لهم، كما في حديث سلمان: "علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة؟ قال: أجل" (٥) الحديث، والخراءة آداب التخلي.
وعلمهم نبيهم كيفية الصلاة عليه والسلام (٦)، لما فيه من أداء حقه عليهم ونفعه لهم، ولو كان الاستشفاع به بعد وفاته ينفعهم ويجوز منهم لما ترك تعليمهم ذلك وإرشادهم إليه، فلما لم يفعل ذلك علم أنه مما لا يجوز منهم، كما دل عليه ما تقدمت الإشارة إليه/ من آيات الشفاعة، وأن الله أنكر على المشركين اتخاذهم الشفعاء، بسؤال الشفاعة، وطلبها منهم، وأخبر أنها منتفية في حق من طلبها من غير الله، وبيَّن أن ذلك شرك نزه (٧) تعالى نفسه عنه،

(١) سقطت من: (المطبوعة): "وأهلها".
(٢) سورة المائدة، الآية: ١١٧.
(٣) في "م": "أرض".
(٤) في "ش": "وأنذرهم".
(٥) أخرجه مسلم كتاب الطهارة باب الاستطابة: (ح/٢٦٢) .
(٦) في "ش": "﵇".
(٧) في "ش": "منزه".

1 / 164