صح، فقد روى البخاري، ومسلم، وغيرهما، عن جرير بن عبد الله البجلي ﵁: أنه بالَ، ثم توضأ، ومسح على خفيه، قال: تفعل هذا؟ قال: نعم، رأيت رسول الله بالَ، ثم توضأ، ومسح على خفيه.
قال الأعمش: قال إبراهيم: فكان يعجبُهم هذا الحديث؛ لأن إسلامَ جريرٍ كانَ بعدَ نزول المائدة (١).
قال الحافظ ابن الجوزي في "التحقيق": فجريرٌ أعلمُ بحال نفسِه، وقد ذكر أنه روى المسح، وقال: أسلمتُ بعد [المائدة] (٢).
وفي النسائي: وكان أصحاب عبد الله -يعني: ابنَ مسعود ﵁
- يعجبهم قولُ جرير، وكان إسلامُ جرير قبل موت النبي ﷺ بيسير (٣).
ولأبي داود قالوا: إنما كان ذلك قبل نزول [المائدة]، قال: ما أسلمتُ إلا بعد نزول [المائدة] (٤).
وللإمام أحمدَ، عن جرير ﵁، قال: ما أسلمتُ إلا بعد أن نزلت المائدة، وأنا رأيت رسول الله ﷺ يمسح بعد ما أسلمت (٥).
قال أهلُ السِّيَر: كان إسلام جرير في آخر سنة عشر، وقيل: في أولها، وقيل: قي أول سنة إحدى عشرة، وفيها مات النبي ﷺ (٦).
(١) رواه البخاري (٣٨٠)، كتاب: الصلاة، باب: الصلاة في الخفاف، ومسلم (٢٧٢)، كتاب الطهارة، باب: المسح على الخفين، وهذا لفظ مسلم.
(٢) انظر: "التحقيق في أحاديث الخلاف" لابن الجوزي (١/ ٢٠٦).
(٣) رواه النسائي (١١٨)، كتاب: الطهارة، باب: المسح على الخفين.
(٤) رواه أبو داود (١٥٤)، كتاب: الطهارة، باب: المسح على الخفين.
(٥) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٣٦٣)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢٥٠٣).
(٦) انظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (١/ ٢١٧).