233

Kashf al-ghumma

كشف الغمة

Genres

قاتل الله بنى قيلة(1، يعنى الأنصار، والله إنهم الآن مجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم اليوم من مكة، يزعمون أنه نبي. قال: فلما سمعت تلك الكلمة، أخذتنى الرعدة، فنزلت عن النخلة، فقلت: ماذا يقول؟ حتى غضب سيدي، وكلمنى كلمة شديدة، ثم قال: ما لك ولهذا؟!

وقد كان عندى شىء جمعته، فلما أمسيت، أخذته، وذهبت به إلى رسول الله صل صلى الله عليه وسلم، وهو بقباء، فدخلت عليه، وقلت: إنه بلغني أنك رجل صالح، ولك أصحاب معك غرباء، دوو حاجة، وهذا شىء عندى للصدقة، فرأيتكم حق به من غيركم، وقربته إليه، فقال لأصحابه: كلوا، وأمسك يده، فلم يأكل، فقلت في نفسي: هذه واحدة من العلامات، تم انصرفت، فجمعت شيئا.

ثم تحول رسول الله صلى الله عليه ولم من قباء إلى المدينة، فمضيت إليه، وقلت له: هذه هدية أكرمتك بها، فأكل منها، وأمر أصحابه، فأكلوا، فقلت في نهسي وهذه أيضا علامة، فمضت اثنتان. وروى أن الطعام الذى أهداه سلمان خبز ولحم.

قال: ثم جئته وهو ببقيع الفرقد، وقد تبع جنازة رجل من أصحابه، فسلمت عليه وهو جالس، ثم استدرت إلى ظهره، هل أرى الخاتم؟ فكأنه علم ما اردت، فكشف رداءه عن ظهره، فرأيت الخاتم، فعرفته، فانكببت عليه أقبله وأبكى، فقال لى: تحول، فتحولت، فقصصت عليه ما جرى على، من آوله إلى آخره. فأعجب ذلك رسول الله صلصلى الله عليه وسلم أن يسمع أصحابه.

Page 300