وكان فيهم من قد سافر إلى بيت المقدس، فقالوا: هل تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ قال: نعم، فجعل ينعته لهم، حتى التبس عليه، فجيء بالمسجد بين يديه، فكان ينعته وهو ينظره، فقال القوم: أما النعت? فقد أصاب.
ثم قالوا: يا محمد، أخبرنا عن عيرنا، فهم أهم إلينا من قولك، هل لقيتها? قال: نعم، مررت على عير بني فلان، (92) وهى بالروحاء، قد أضلوا بعيرا لهم، وهم في طلبه، ومررت بعير فلان وفلان راكبان قعودا لهما بذي مروء (ونفر بكرهما)(2) حتى رمى بفلان، وانكسرت يده، فلما رجعا، سألوهما عن ذلك، فقالا: نعم، فكان ذلك، فقالوا: هذه آية، أخبرنا عن عيرنا، متى تجىء? قال: مررت بها في التنعيم، قالوا: فما عدتها وأحمالها وهيئتها؟ قال: كنت شغل عن ذلك، تم مثلت له بين يديه، فقال: تعم، هيئتها كذا وكذا، وفيها فلان وفلان، يقدمها جمل أورق، عليه غرارتان مخيطتان، تطلع عليكم عند طلوع الشمس، قالوا: وهذه آية.
نم خرجوا يتنشدون عند الثنية، وهم يقولون: والله لقد قص محمد شيئا، وأتى بينة، حتى أتوا كدى() وجلسوا إليه، فجعلوا ينتظرون حتى تطلع الشمس،
Page 265