232

Kawāshif zayūf

كواشف زيوف

Publisher

دار القلم

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م

Publisher Location

دمشق

Genres

أنها مثالية، إلا أن قوتها في الناس أضعف من قوة النزعة القومية، نظرًا إلى أن مصالح النزعة الإنسانية قد تسير في اتجاه مضاد لمصالح النزعة القومية، والإنسان بتلقائيته مشدود بقوةٍ إلى مصالح أنانيته الفردية فالأسرية فالقبلية فالقومية أولًا، ثمّ ينظر أخيرًا شطر الإنسانية بوجه عام.
واتجاه شطر الإنسانية العامة، يمثل في الناس أضعف الروابط إن لم يكن مدعومًا بروابط إيمانية، وروابط خلقية ومنهجية وتنظيمية، وعلاقات مصلحية حياتية، وغائية مصيرية.
ودائرة "الإنسانية" تجمع كل أصناف الناس، على اختلاف قومياتهم وألوانهم وأجناسهم ولغاتهم وأديانهم ومذاهبهم، ولو تباينت وتناقضت، ولو كانت كتلهم متنافرة متعادية متصارعة.
وليس "للإنسانية" وطن خاص، فالأرض كلها وطن لمن أعطى كل ولائه للإنسانية.
فالإنسانية مع القومية والوطنية تمثل الدائرة الأوسع الشاملة لدائرتيهما:
تقويم روابط هذه الدائرة برؤية إسلامية:
إن خيط الارتباط الإنساني وحده دون مبادئ وروابط عقدية فكرية ووجدانية ومصلحية، يقطّعه أقل شدٍ من رابط قوميٍ في اتجاه مضادّ.

1 / 252