Kashf al-Sutour fi Nahy al-Nisa' an Ziyarat al-Qubour
كشف الستور في نهي النساء عن زيارة القبور
Publisher
الجامعة الإسلامية
Edition Number
السنة ١٣ / العدد-٥٢
Publication Year
١٤٠١ هـ/١٩٨١م
Publisher Location
المدينة المنورة
Genres
خَامِسًا: حَدِيث عبد الله بن أبي مليكَة عِنْد التِّرْمِذِيّ فِي زِيَارَة عَائِشَة ﵂ قبر أَخِيهَا عبد الرَّحْمَن بن أَبى بكر قَالَ ابْن أبي مليكَة: توفّي عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بالحبشى، فَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن فِيهَا فَلَمَّا قدمت عَائِشَة ﵂ أَتَت قبر عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر فَذكر الحَدِيث وَفِيه أَنَّهَا قَالَت: "لَو شهدتك لما زرتك".
سادسًا: رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ عَن بسطَام بن مُسلم عَن أَبي التياح يزِيد بن حميد عَن عبد الله بن أبي مليكَة " أَن عَائِشَة ﵂ أَقبلت ذَات يَوْم من الْمَقَابِر، فَقلت لَهَا: يَا أم الْمُؤمنِينَ من أَيْن أَقبلت؟ قَالَت: من قبر أخي عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر، فَقلت لَهَا: أَلَيْسَ كَانَ نهى رَسُول الله ﷺ عَن زِيَارَة الْقُبُور؟ قَالَت: كَانَ نهى ثمَّ أَمر بزيارتها".
سابعًا: مَا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه قَالَ: حَدثنَا أَبُو حميد أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَامِد الْعدْل بالطابران- حَدثنَا تَمِيم بن مُحَمَّد، حَدثنَا أَبُو مُصعب الزُّهْرِيّ، حَدثنِي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي فديك، أَخْبرنِي سُلَيْمَان بن دَاوُد عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبيه عَن عَليّ بن الْحُسَيْن عَن أَبِيه أَن فَاطِمَة بنت مُحَمَّد ﷺ كَانَت تزور قبر عَمها حَمْزَة كل جُمُعَة فَتُصَلِّي وتبكي عِنْده.
قَالَ الْحَاكِم: "رُوَاته عَن آخِرهم ثِقَات"، وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ: "هَذَا مُنكر جدا وَسليمَان ضَعِيف".
هَذِه جملَة مَا استدلوا بِهِ على الْجَوَاز وَقد أوردهَا شيخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِية وفصّل الْجَواب عَنْهَا فِي كثير من كتبه، كَمَا استوفى ذكرهَا وَالْجَوَاب عَنْهَا شمس الدّين بن الْقيم- رَحمَه الله تَعَالَى- وَذَلِكَ فِي تهذيبه لسنن أبي دَاوُد وَنحن إِن شَاءَ الله نلخص مَا ذكره هَذَانِ الإمامان وَمَا ذكره غَيرهمَا مَعَ مَا يفتح الله بِهِ علينا فِي هَذَا الْمقَام والله الْمُسْتَعَان.
أما حَدِيث أم عَطِيَّة ﵂: فَمحل استدلالهم من قَوْلهَا "وَلم يعزم علينا"، وَالْجَوَاب عَنهُ كَمَا قَالَ الإِمَام أَبُو الْعَبَّاس بن تَيْمِية ﵀ قَالَ مَا نَصه: "وَأما قَول أم عَطِيَّة: (وَلم يعزم علينا) فقد يكون مرادها لم يُؤَكد النَّهْي وَهَذَا يَقْتَضِي التَّحْرِيم وَقد تكون هِيَ ظنت أَنه لَيْسَ بنهي تَحْرِيم، وَالْحجّة فِي قَول النَّبِي ﷺ لَا فِي ظن غَيره". وَقَالَ ابْن الْقيم رَحمَه الله تَعَالَى: "وَأما قَول أُم عَطِيَّة فَهُوَ حجَّة للْمَنْع وَقَوْلها وَلم يعزم علينا إِنَّمَا نفت فِيهِ وصف النَّهْي وَهُوَ النَّهْي الْمُؤَكّد بالعزيمة وَلَيْسَ ذَلِك شرطا فِي اقْتِضَاء
1 / 38