فقالت ضاحكة: حتى الآن فالنهاية تبدو سعيدة.
ثم وهي تودعني راجعة إلى كرسي الإدارة: والعلم عند علام الغيوب!
هكذا وفي يسر تم التعارف بيننا، وتمخضت عنه صداقة جديدة سعدت وما زلت أسعد بها. هي جديدة بمعنى من المعاني ولكن جذورها الخفية توغل في الماضي على مدى ثلاثين عاما أو أكثر، وتتابعت اللقاءات وتراكمت الأحاديث وتوثقت المودة، وتذكرت يوما كم كانت محترمة بقدر ما كانت فاتنة بارعة فقلت لها: كنت فنانة بارعة ومحترمة معا، ألم يكن يعد ذلك معجزة؟!
فأجابت بزهو: كان الرقص الشرقي هزا للبطن والصدر والعجز فجعلته تصويريا. - وكيف تيسر لك ذلك؟ - لم تكن تفوتني حفلات الرقص الإفرنجي في البرجولا.
ثم هزت رأسها في دلال وقالت: أما الاحترام فقد قام سلوكي العام على ألا أقبل علاقة إلا عن حب ولا أمارسها إلا عن زواج.
فتساءلت بتهيب: دائما وأبدا؟
فضحكت هاتفة: ألا يكفي أن يكون الطابع العام هو الاحترام؟
فأحنيت رأسي بالإيجاب، وغمغمت هي بما لم أتبينه. ثم قالت: الحب الصادق يضفي على العلاقة شرعية غير منكورة. - لذلك لم تتعرض لك مجلة بسوء. - حتى المطرقة!
فقلت باسما: ولكن كثيرين انحرفوا بسببك!
فتنهدت قائلة: حياة الليل مترعة بالمآسي. - ما زلت أذكر موظف المالية.
Unknown page