Karahiyya Sadaqa Ghazal Hubb Zawaj
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
Genres
جوبر. سالي. بينتو. •••
كانت السيارة أسفل صف من أشجار الصفصاف. كانت تلك الأشجار ضخمة وعتيقة، غير أن أوراقها كانت نحيلة فلم تعط إلا ظلا متذبذبا. لكن كان في وجودها بمفردها راحة كبرى.
في وقت سابق في هذا اليوم ذاته، بينما كانا يقودان السيارة على الطريق السريع من البلدة التي يعيشان فيها، كان عليهما التوقف عند كشك يقع على جانب الطريق وشراء بعض ثمار التفاح التي قطفت مبكرا عن أوانها. أخرجت جيني تفاحة من الحقيبة الموضوعة عند قدميها وقضمت منها قضمة صغيرة، لا لشيء إلا لتتبين إن كان بوسعها أن تتذوقها وتبتلعها وتحتفظ بها في معدتها. كانت بحاجة إلى شيء ما يعينها في مجابهة فكرة يخنة الفلفل الحار، وسرة مات العجيبة.
سار الأمر على نحو حسن. كانت التفاحة صلبة ولاذعة، ولكن ليست لاذعة بدرجة أكبر من اللازم، وإن هي أخذت منها قضمات صغيرة وأحسنت مضغها يمكنها إنجاز المهمة. •••
لقد رأت نيل على هذه الحال - أو على حال مشابهة لهذه - بضع مرات من قبل. كان الأمر خاصا بصبي في المدرسة. كان يأتي على ذكر اسم الصبي بطريقة عرضية، بل وفيها استهانة به. ثم ينظر تلك النظرة العاطفية حد اللزوجة، نظرة معتذرة ومع ذلك تقاوم قليلا من القهقهة بطريقة أو أخرى.
ولكن لم يسبق لها أن اضطرت للموافقة على وجود أي شخص معهما في المنزل، وربما كانت الأمور ستستمر هكذا إلى الأبد. كان وقت هذا الصبي أو ذاك ينتهي فينصرف.
لكن هذه المرة مختلفة. ينبغي ألا يكون لهذا أهمية.
كان عليها أن تتساءل إن كان الأمر أمس أقل أهمية مما هو عليه اليوم.
خرجت من السيارة، وتركت الباب مفتوحا بحيث يمكنها أن تستند إلى المقبض الداخلي للباب، لأن كل شيء بالخارج كان ساخنا لدرجة لا يمكن معها الاستناد إليه لأي وقت مهما قصر. كان عليها أن تكتشف إن كانت تستطيع أن تتوازن أم لا، ثم سارت قليلا في الظل. بعض أوراق أشجار الصفصاف كانت قد اصفرت بالفعل، وبعضها كان ساقطا على الأرض. نظرت حولها من الظلال إلى كل الأشياء التي توزعت في الباحة.
شاحنة نقل طرود منبعجة بلا مصابيح أمامية وقد أخفي الاسم المكتوب على جانبها بالطلاء. عربة أطفال مضغ الكلاب مقعدها حتى أخرجوه منها، حمولة مكومة من حطب الوقود غير مرصوصة باعتناء، كومة من إطارات ضخمة، عدد هائل من الأباريق البلاستيكية وبعض علب الزيت وقطع من أثاث رث وزوج من قطع من المشمع البلاستيكي برتقالي اللون منكمش بالقرب من جدار السقيفة. أما في السقيفة ذاتها فكانت هناك شاحنة نقل جي إم صغيرة وسيارة مازدا مضعضعة وجرار حديقة، جنبا إلى جنب معدات وتجهيزات كاملة أو مكسورة وعجلات مفكوكة، ومقابض، وقضبان معدنية قد تكون نافعة أو لا وفقا لما يمكنك أن تتخيله من نفع. ما أكثر الأشياء التي يجد الناس أنفسهم مسئولين عنها! كانت هي أيضا مسئولة عن كل تلك الصور الفوتوغرافية، والمكاتبات الرسمية، ووقائع الاجتماعات، وقصاصات الصحف، ألف فئة مختلفة من التصنيفات كان عليها تقسيمها ووضعها على قرص مدمج حتى اضطرت للذهاب إلى العلاج الكيماوي فأبعدوا كل شيء كأن لم يكن. وقد ينتهي الأمر بالتخلص من ذلك كله. كما سوف يتم التخلص من كل هذا الذي تراه الآن، إذا توفي مات.
Unknown page