166

Karahiyya Sadaqa Ghazal Hubb Zawaj

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

Genres

كانت هناك غرفة نوم واحدة، تنام فيها كويني مع السيد فورجيلا، وتحولت غرفة النوم الأخرى إلى غرفة جلوس صغيرة، بالإضافة إلى مطبخ ضيق، وشرفة زجاجية مغلقة. وفي تلك الشرفة سرير ضيق حيث يفترض بي أن أنام. أمام النوافذ، وعلى مسافة قريبة للغاية، كانت صاحبة البيت ورجل آخر يصلحان دراجة نارية. امتزجت رائحة الزيت، ورائحة المعدن والآلات برائحة طماطم ناضجة في الشمس. وانبعث صوت موسيقى من جهاز راديو في نافذة بالطابق العلوي.

قالت كويني: «هذا من بين الأشياء التي لا يطيقها ستان؛ ذلك الراديو.» وجذبت الستائر المنقوشة بالزهور، غير أن كلا من الضجة والشمس ظلت تجد طريقها إلى الداخل. قالت: «ليت معي من المال ما يكفي لعملية تبطين وعزل!»

كنت أمسك بيدي المحرمة المدماة ملفوفة في ورق حمام. أحضرت لي كيسا ورقيا وأرشدتني إلى سطل القمامة بالخارج. قالت: «كل محرمة تغيرينها، لا بد أن تتخلصي منها بالخارج فورا. لن تنسي ذلك، أليس كذلك؟ ولا تتركي علبة المحارم في أي موضع يمكن أن يراها فيه؛ إنه يبغض تذكيره بهذا الأمر.»

ما زلت أحاول أن أكون لا مبالية، وأن أتصرف كما لو كنت في بيتي. قلت: «لا بد لي أن أحصل على ثوب لطيف وأنيق مثل ثوبك هذا.» «ربما أستطيع أن أصنع لك واحدا.» هكذا قالت كويني، ورأسها بداخل الثلاجة. «أريد كوكاكولا، أتريدين؟ أنا أتردد على هذا المكان حيث يبيعون الفضل والبقايا من الأقمشة. لقد صنعت هذا الفستان كله بحوالي ثلاثة دولارات. كم يبلغ مقاسك الآن على كل حال؟»

رفعت منكبي إشارة على جهلي ذلك، وقلت إنني أحاول أن أنقص وزني. «حسنا. ربما نستطيع أن نعثر لك على شيء ما.» ••• «سوف أتزوج من سيدة لديها طفلة صغيرة في مثل سنك تقريبا.» هكذا قال أبي، وأضاف: «وهذه الطفلة الصغيرة ليس لها أب؛ لذا عليك أن تعديني بشيء واحد، وهو أنك لن تضايقيها بالمرة أو تقولي لها أي كلمة سيئة بخصوص ذلك. ستأتي عليكما أوقات قد تتشاجران وتتنازعان فيها كما تفعل الأخوات دائما، ولكن هذا الشيء بالذات إياك أن تذكريه لها! وإذا ما قاله الصغار الآخرون فإياك أن تأخذي جانبهم ضدها!»

لمجرد المجادلة، قلت لأبي إنني ليس لدي أم، ولم يقل لي أحد كلمة سيئة بخصوص هذا.

فقال أبي: «ذلك أمر مختلف.»

كان مخطئا بشأن كل شيء؛ فلم نكن نبدو في نفس السن بالمرة؛ لأن كويني كانت في التاسعة من عمرها حين تزوج أبي من أمها بيت، وكنت أنا في السادسة. ومع ذلك صرنا فيما بعد زميلتي دراسة حين تجاوزت أنا صفا دراسيا إلى الذي يليه مباشرة ورسبت هي في صف دراسي. لم أعرف أي شخص حاول أن يسيء إلى كويني، فقد كانت شخصا يسعى الآخرون جميعهم إلى كسب صداقته. كانت أولى من يتم اختيارها في فريق البيسبول على الرغم من أنها كانت لاعبة بيسبول طائشة، وأولى من يتم اختيارها في فريق مسابقات تهجي المفردات، على الرغم من مستواها الضعيف في التهجئة. وأيضا، لم نتورط أنا وهي في أي مشاجرات، ولا مرة واحدة. أظهرت نحوي الكثير من الطيبة وأعجبت بها أنا إعجابا جما. كنت أكاد أعبدها من أجل شعرها الذهبي-الداكن ونظرة عينيها السوداوين الناعستين؛ من أجل هيئتها وضحكتها فقط. كانت ضحكتها حلوة وخشنة مثل حبيبات السكر البني. كانت المفاجأة أنها مع كل حسناتها ومزاياها تستطيع أن تكون حنونة الفؤاد ودمثة. •••

بمجرد أن استيقظت في الصباح الذي اختفت فيه كويني، ذلك الصباح من بواكير فصل الشتاء، شعرت بأنها قد رحلت.

كان الوقت ما بين السادسة والسابعة، ولم تكن الظلمة قد تبددت تماما بعد، وكان المنزل باردا. وضعت على جسدي الروب الصوفي البني اللون الذي كنا نتقاسم ارتداءه أنا وكويني. كنا نسميه بافلو بيل، ومن كانت تنهض من فراشها في الصباح أولا كانت تلتقطه وترتديه. أما معرفة من أين أتى هذا الروب، فقد ظلت لغزا غامضا.

Unknown page