163

Karahiyya Sadaqa Ghazal Hubb Zawaj

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

Genres

كيف؟

ربما ما كانت بقيت مع بيير، ربما ما كانت قدرت على الاحتفاظ بتوازنها. مجرد محاولتها أن توفق بين ما قيل لدى العبارة وبين ما قيل وما جرى في وقت أسبق من اليوم ذاته، كانت ستجعلها أكثر حذرا وفضولا. لعل الكبرياء والتناقض لعبا دورا في ذلك - حاجتها لأن تحظى برجل لم تصدر عنه تلك الكلمات، رفضها أن تتعلم درسها - لكن ذلك لم يكن هو كل شيء. كان من الممكن أن تتاح لها حياة من نوع آخر؛ حياة لم يكن من الضروري أن تفضلها أكثر. ربما كان السبب هو سنها (شيء كانت دائما ما تنسى أن تضعه في الحسبان)، وبسبب ذلك الهواء اللطيف العليل الذي راحت تتنفسه منذ وفاة بيير، كان يمكنها أن تفكر في تلك الحياة المختلفة باعتبارها ليست أكثر من عملية بحث لها مزالقها وإنجازاتها.

قد لا يكتشف المرء الكثير على كل حال. قد لا يكتشف إلا الشيء ذاته المرة تلو الأخرى؛ وهو الذي قد يكون حقيقة جلية بشأنه لكنها مثيرة للقلق والكدر. وفي حالتها، الحقيقة هي أنها اتخذت الاحتراز ضوءا هاديا طوال الوقت؛ أو على الأقل اتخذت نوعا مقتصدا من الإدارة العاطفية.

حركته الصغيرة التي قام بها لحفظ الذات، الاحتراس الطيب والمميت معا، الميل للتصلب الذي زاد بداخله حتى باخ وبهت، كان أشبه باختيال عتيق الطراز. يمكنها أن تراه الآن يلفه غموض الحياة اليومية، كما لو كان زوجا لها.

تساءلت إن كان سيبقى معها على هذه الصورة، أم ما زال له بحوزتها دور جديد بانتظاره. تساءلت إن كانت لا تزال هناك طريقة للانتفاع به في مخيلتها، خلال ما تبقى لها من وقت.

كويني

«ربما يكون من الأفضل أن تتوقفي عن مخاطبتي بهذا الاسم!» هكذا قالت كويني عندما قابلتني في محطة القطار.

قلت: «بماذا؟ كويني؟»

أجابت: «ستان لا يحبه. يقول إنه يذكره بحصان ما.»

أن أسمعها تقول «ستان» كان أكثر مدعاة للدهشة بالنسبة إلي من أن تعلمني بأنها لم تعد كويني، وصارت لينا. ولكن ما كان لي أن أتوقع أنها سوف تظل تنادي زوجها بالسيد فورجيلا بعد انقضاء عام ونصف على زواجهما. لم أرها في أثناء تلك الفترة، وحين وقع بصري عليها قبل دقيقة، وسط جماعة المنتظرين في المحطة، لم أتعرف عليها تقريبا.

Unknown page