99

من الايات والمعجزات فاما قبول قوله صلى الله عليه واله بعد قيام الدلالة على صدقه فهو تسليم وليس بتقليد وكذلك قبولنا لما اتت به ائمتنا عليهم السلام ورجوعنا الى فتاويهم في شريعة الاسلام فإن قال فابن لنا ما التقليد في الحقيقة وما التسليم ليقع الفرق والبيان فقل التقليد هو قبول قول من لم يثبت صدقه وهذا معنى التقليد لا يكون إلا عن بينة وحجة (فصل من كلام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام مما حفظ عنه في وجوب المعرفة بالله عزوجل وبدينه) قوله وجدت علم الناس في اربع احدها ان تعرف ربك والثاني ان تعرف ما صنع بك والثالث ان تعرف ما اراد منك والرابع ان تعرف ما يخرجك عن دينك قال شيخنا المفيد رحمه الله هذه اقسام تحيط با لمفروض من المعارف لانه اول ما يجب على العبد معرفة ربه جل جلاله فإذا علم ان له الها وجب ان يعرف صنعه وإذا عرف صنعه عرف نعمته فإذا عرف نعمته وجب عليه شكره فإذا اراد تادية شكره وجب عليه معرفة مراده ليطيعه بفعله وإذا وجب عليه طاعته وجب عليه معرفة ما يخرجه من دينه ليتجنبه فتخلص له به طاعة ربه وشكر انعامه انشد في بعض اهل هذا العصر لنفسه * والزم من الدين ما قام الدليل به * فإن اكثر دين الناس تقليد * فكلما وافق التقليد مختلق * زور وان كثرت فيه الاسانيد * وكل ما نقل الاحاد من خبر * مخالف لكتاب الله مردود * (فصل آخر السؤال والبيان) ان سئل سائل فقال ما اول نعمة الله تعالى عليك فقل خلقه اياي حيا لينفعني فإن ولم زعمت ان خلقه اياك حيا اول النعم فقل لانه خلقني لنفعي ولا طريق لنيل النفع إلا بالحيوة التي يصح معها الادراك فإن قال ما النعمة فقل هي المنفعة إذا كان فاعلها قاصدا لها فإن قال المنفعة فقل هي اللذة الحسنة أو ما يؤدي إليها فان قال لم شرطت ان تكون اللذة حسنة فقل لأن من اللذات لا يكون حسنا فإن قال لم قلت أو ما يؤدي إليها فقل لأن كثيرا من المنافع لا يتوصل إليها إلا بالمشاق كشرب الدواء الكريه والفصد ونحو ذلك من الامور المؤدية الى السلامة واللذات فتكون هذه المشاق منافع لما يؤدي إليه في عاقبة الحال ولذلك قلنا ان التكليف نعمة حسنة لان به ينال مستحق النعيم الدائم واللذات فان قال فما كمال نعم الله تعالى فقل ان نعمه تتجدد علينا في كل حال ولا يستطاع لها الاحصاء فإن قال فما تقولون في شكر

--- [ 100 ]

Page 99