Kenaz al-Fawa'id
كنز الفوائد
قال فاقبل على رسول الله صلى الله عليه واله بصفحة وجهه المبارك شمت منه ضياء لامعا ساطعا كوميض البرق فقال يا جارود لقد تأخر بك وبقومك الموعد وقد كنت وعدته قبل عامي ذلك ان افد إليه بقومي فلم آته واتيته في عام الحديبية فقلت يا رسول الله بنفسي انت ما كان ابطائي عنك إلا جلة قومي ابطاوا عن اجابتي حتى ساقها الله اليك لما ارادها به من الخير لديك وأما من تأخر عنه فحظه فات منك فتلك اعظم حوبة واكبر عقوبة ولو كانوا ممن رآك لما تخلفوا عنك وكان عنده رجل لا اعرفه قلت ومن هو قالوا هو سلمان الفارسي ذو البرهان العظيم والشان القديم فقال سلمان وكيف عرفته اخا عبد القيس من قبل اتيانه فاقبلت على رسول الله صلى الله عليه واله وهو يتلالا ويشرق وجهه نورا وسرورا فقلت يا رسول الله ان قسا كان ينتظر زمانك ويتوكف ابانك ويهتف باسمك وابيك وامك وباسماء لست اصيبها معك ولا اراها فيمن اتبعك قال سلمان فاخبرنا فانشات احدثهم ورسول الله صلى الله عليه واله يسمع والقوم سامعون واعون قلت يا رسول الله لقد شهدت قسا وقد خرج من ناد من اندية اياد الى صحصح ذي قتاد وسمر وعتاد وهو مشتمل بنجاد فوقف في اضحيان ليل كالشمس رافعا الى السماء وجهه واصبعه فدنوت منه فسمعته يقول اللهم رب هذا السبعة الا رقعة والارضين الممرعة وبمحمد والثلاثة المحامدة معه والعليين الاربعة وسبطيه التبعة الا رفعة والسري الالمعة وسمي الكليم الضرعة والحسن ذي الرفعة اولئك النقباء الشفعة والطريق المهيعة درسه الانجيل وحفظه التنزيل على عدد النقباء من بني اسرائيل محاة الاضاليل نفاة الاباطيل الصادقوا القيل عليهم تقوم الساعة وبهم تنال الشفاعة ولهم من الله فرض الطاعة ثم قال اللهم ليتني مدركهم ولو بعد لاي من عمري ومحياي ثم انشا يقول * متى انا قبل الموت للحق مدرك * وان كان لي من بعد هاتيك مهلك * وان غالني الدهر الحرون بغوله * فقد غال من قبلي ومن بعد يوشك * فلا غرو اني سالك مسلك الاولى * وشيكا ومن ذا للردى ليس يسلك * ثم آب يكفكف دمعه ويرن رنين البكرة قد بريت ببراة وهو يقول * اقسم قس قسما ليس به مكتتما * لو عاش الفي عمر لم يلق منها سئاما * حتى يلاقي احمدا والنقباء الحكماء * هم اوصياء أحمد اكرم من تحت السما * يعمى العباد عنهم وهم جلاء للعمى * لست بناس ذكرهم * حتى اجل الرخما * ثم قلت يا رسول الله انبئني انباك الله بخبر عن هذه الاسماء التي لم نشهدها واشهدنا قس ذكرها فقال رسول الله
--- [ 258 ]
Page 257