241

المقرف الذي تكون امة كريمة وابوه غير كريم * يا طالب العلم نعم الشئ تطلبه * لا تعدلن به ورقا ولا ذهبا * فالعلم ذخر وكنز لا يعادله * نعم القرين إذ ما عاقلا صحبا * قال الزجاجي الهجين الذي ابوه كريما وامه غير كريمة والفلنفس الذي يكون ابوه وامه غير كريمين وقد تقدم ذكر المقرف وحدثوا عن ابن جريح انه قال خرجت في السحر فإذا ورقة تضربها الرياح فاخذتها فلما اضاء الصبح نظرت إليها فإذا فيها * كن معسرا ان شئت أو موسرا * لابد في الدنيا من الهم * وكلما زادك من نعمة * زاد الذي زادك في الغم * اني رايت الناس في دهرنا * لا يطلبون العلم للعلم * الا مبارات لاصحابه * وعدة للظلم والغشم * قال ابن جريح فوالله لقد منعتني هذه الابيات من اشياء كثيرة (مسألة) ان سئل سائل فقال ما وجه التكرار في سورة الكافرون واعادة النفي فيها في جملة بعد جملة وقد كان يغنى كون ذلك مرة واحدة (الجواب) قد اجاب الناس عن هذه المسألة بعده اجوبة ونحن نورد منها احسنها واكثرها فائدة واحسنها ما تضمن المعاني المختلفة حتى يكون المستفاد من النفي في الجملة الاولى غير المستفاد من النفي في الجملة الثانية وبهذا يبطل التكرار ويبقى للسائل بقية في السؤال فاعرب ما يجاب به فيها ان لفظة اعبد تصلح في الكلام لشيئين مختلفين احدهما ان يكون بمعنى اذل واخضع واخشع وهذا من العبادة وهو مستعمل معهود لا يفتقر فيه الى دليل وثانيهما ان يكون اعبد بمعنى اجحد وهو من العبود الذي هو الجحود وأهل اللغة يعرفون ذلك يقول القائل عبدني فلان حقى يريد جحدني حقي قال الشاعر * فلو سالت قريشا من يؤمهم ما ميلوا * ذاك عن قومي ولا عبدوا * يعنى ولا جحدوا وعلى هذا المعنى ما روى عن أحد الائمة صلوات الله عليهم في تفسير قوله تعالى * (قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين) * الزخرف وان معناه فانا اول الجاحدين وذلك ان الدليل قد اتضح على ان من كان له ولد لا يكون إلا محدثا والمحدث لا يكون الها فقول الله عزوجل في الجملة الاولى * (لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد) * انما معناه لا اذل ولا اخضع لاصنامكم التي تفعلون هذا لها ولا انتم فاعلوه ايضا لالهي الذي انا فاعله له وقوله جل اسمه في الجملة الثانيه * (ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد) * إنما معناه ولا انا جاحد لله تعالى الذي جحدتموه ولا انتم جاحدون للاصنام التي انا جاحدها

--- [ 242 ]

Page 241