Kenaz al-Fawa'id
كنز الفوائد
فلذلك تعرض الاعمال فيها على الله سبحانه وبالتوجه إليها دعى الله تعالى وكل ذلك اتساع في الكلام وليس فيه ما يوجب ان يكون الله سبحانه على الحقيقة في السماء ونحن نرى المسلمين يقولون للحجاج هؤلاء زوار الله وإنما هم زوار بيت الله فإن قيل فاين الله تعالى فالجواب انه لا يستفهم باين الا عن مكان والله تعالى لا يوصف بالمكان فان قيل فكيف هو فالجواب ان كيف استفهام عن حال والله تعالى لا تناله الاحوال والذي ساق إليه الدليل هو العلم بوجوده سبحانه وانه لا شبية له جاء في الحديث ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول إذا سبح الله تعالى ومجده سبحان من إذا تناهت العقول في وصفه كانت حائرة عن درك السبيل إليه وتبارك من إذا غرقت الفطن في تكييفه لم يكن لها طريق إليه غير إليه غير الدلالة عليه (فصل في ذكر العلم) واهله ووصف شرفه وفضله والحث عليه والادب فيه قال الله عزوجل * (إنما يخشى الله من عباده العلماء) * فاطر وقال سبحانه * (قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر اولوا الالباب) * الزمر وقال رسول الله صلى الله عليه واله طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمد وقال العلم علمان علم في القلب فذلك العلم النافع وعلم في اللسان فذلك حجة على العباد وقال العلم علمان علم الاديان وعلم الابدان وقال اربع تلزم كل ذي حجي من امتي قيل وما هن يا رسول الله فقال استماع العلم وحفظه والعمل به ونشره وقال العلم خزائن ومفتاحها السؤال فاسئلوا يرحمكم الله فانه يؤجر فيه اربعة السائل والمجيب والمستمع والمحب لهم وقال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وقال ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فاسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا وقال من ازاد في العلم رشدا فلم يزدد في الدنيا زهدا لم يزدد من الله إلا بعدا وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام تعلموا العلم فإن تعليمه حسنه وطلبه عبادة والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لاهله قربة لانه علم الحلال والحرام وسبل منازل الجنة والانيس في الوحشة والصاحب الغربة والمحدث في الخلوة والدليل على السراء والضراء والسلاح على الاعداء والزينة عند الاخلاء يرفع الله به اقواما
--- [ 240 ]
Page 239