Kenaz al-Fawa'id
كنز الفوائد
عليه ما نقله الخاص والعام من ان رسول الله صلى الله عليه واله لما رجع من حجة الوداع نزل بغدير خم ولم يكن منزلا ثم أمر مناديه فنادى في الناس بالاجتماع فلما اجتمعوا خطبهم ثم قررهم على ما جعله الله تعالى له عليهم من فرض طاعته وتصرفهم بين امره ونهيه بقوله الست اولى بكم منكم بانفسكم فلما اجابوه بالاعتراف واعلنوا بالاقرار رفع بيد أمير المؤمنين عليه السلام وقال عاطفا على التقرير الذي تقدم به الكلام فمن كنت مولاه فهذا علي مولاة اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله فجعل لامير المؤمنين عليه السلام من الولاء في اعناق الامة مثل ما جعل الله له عليهم مما اخذ به اقرارهم لأن لفظة مولى يفيد ما تقدم من التقرير من ذكر الاولى فوجب ان يريد بالكلام الثاني ما قررهم عليه في الاول وان يكون المعنى فيهما واحدا حسبما يقتضيه استعمال أهل اللغة وعرفهم في خطابهم وهذا يوجب ان يكون أمير المؤمنين عليه السلام اولى بهم من انفسهم ولا يكون اولى بهم إلا وطاعته فرض عليهم وامره ونهيه نافذ فيهم وهذه رتبة الامام في الانام قد وجبت بالنص لامير المؤمنين عليه السلام واعلم ايدك انك تسئل في هذا الدليل عن اربعة مواضع احدها ان يقال لك ما حجتك على صحة الخبر في نفسه فانا نرى من يبطله وثانيها ان يقال لك ما الحجة على ان لفظه مولى يحتمل اولى وانها أحد اقسامها وثالثها إذا ثبت انها أحد محتملاتها فما الحجة على ان المراد بها في الخبر الاولى دون ما سوى ذلك من اقسامها ورابعها ما الحجة على ان الاولى هو الامام ومن اين يستفاد ذلك في الكلام (الجواب) عن السؤال الاول أما الحجة على صحة خبر الغدير فما يطالب بها إلا متعنت لظهوره وانتشاره وحصول العلم لكل من سمع الاخبار به ولا فرق بين من قال ما الحجة على صحة خبر الغدير وهذه حالة وبين من قال ما الحجة على ان النبي صلى الله عليه واله حج حجة الوداع لأن ظهور الجميع وعموم العلم به بمنزلة واحدة وبعد فقد اختص هذا الخبر بما لم يشركه فيه سائر الاخبار فمن ذلك ان الشيعة نقلته وتواترت به وقد نقله اصحاب السير نقل المتواترين به يحمله خلف عن سلف وضمنه جميعهم الكتب بغير اسناد معين كما فعلوا في ايراد الوقائع الظاهرة والحوادث الكائنة التي لا يحتاج في العلم بها الى سماع الاسانيد المتصلة الا ترى الى وقعة بدر وحنين وحرب الجمل وصفين كيف لا يفتقر في العلم بصحة شئ من ذلك الى سماع اسناد ولا اعتبار اسماء الرجال لظهوره المغنى
--- [ 227 ]
Page 226