Kenaz al-Fawa'id
كنز الفوائد
الدار زاد رجحان بحجته وتكافة اقوالهم في دعوى الزيادة دل على ان الصانع واحد لا اكثر من ذلك لان الدليل ثبت على وجود الصانع ولم يثبت على ما يزيد على واحد ثم عارض نفسه فقال إذا قال قائل انكم قد تجدون دارا مبنية يدل بناؤها على ان لها بانيا ثم لا يجدون فرقا بين من زاد على واحد فقال ان بانيها اثنان وبين من قال ثلاثة وكذلك كل عدة حتى لا يتميز بعض الاقوال على بعض حجة افتقطعون على ان صانع الى الدار واحد وانفصل عن هذه المعارضة بان قال ان المثبت للدار صانعا واحدا أو صانعين فقد نجد فرقا بينه وبين من زاد عليه ودليلا على قوله دون قول من خالفه وذلك ان صناع الدار يجوز ان يشاهدهم من شاهدها ويجوز ان يرد الخبر إليه بعددهم ممن شاهدهم يبنونها وليس كذلك صانع العالم وهذا فرق واضح بين الموضعين ولوضوحه يعلم بطلان مذهب الثنوية على اختلافهم والنصارى في التثليث ومن جرى مجراهم والحمد لله (وروى) عن امير المؤمنين صلوات الله عليه واله قال ان الله رفع درجة اللسان فانطقه بتوحيده من بين الجوارح (فصل من كلام رسول الله صلى الله عليه واله في الخصال من واحد الى عشرة) وروى عن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال خصلة من لزمها اطاعته الدنيا والاخرة وربح الفوز في الجنة قيل ما هي يا رسول الله قال التقوى من اراد ان يكون اعز الناس فليتق الله عزوجل ثم تلا * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) * الطلاق (وقال المؤمن بين مخافتين بين اجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه وبين آجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه) وقال صلى الله عليه واله ومن وقى شر ثلاث فقد وقى الشر كله لقلقه وقبقبه وذبذبه فلقلقه لسانه وقبقبه بطنه وذبذبه فرجه وقال صلى الله عليه واله اربع خصال من الشقاء جمود العين وقساوة القلب والاصرار على الذنب والحرص على الدنيا وقال صلى الله عليه واله خمس لا يجتمعن إلا في مؤمن حقا يوجب الله له بهن الجنة النور في القلب والفقه في الاسلام والورع في الدين والمودة في الناس وحسن السمت في الوجه (وقال) صلى الله عليه واله اضمنوا لي ستا من انفسكم اضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم واوفوا إذا وعدتم وادوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا ابصاركم وكفوا ايديكم (وقال) صلى الله عليه واله اوصاني ربي بسبع اوصاني بالاخلاص في السر والعلانية وان اعفو عمن ظلمني واعطي من حرمني واصل من قطعني وان يكون صمتي فكرا ونظري عبرا وحفظ عنه صلى الله عليه واله ثمان قال الا اخبركم باشبهكم بي خلقا قالوا بلى يا رسول الله قال احسنكم خلقا واعظمكم حلما وابركم بقرابته واشدكم حبا لاخوانه في دينه واصبركم على الحق واكظمكم للغيظ واحسنكم عفوا واشدكم من نفسه انصافا (وقال) صلى الله عليه واله الكبائر تسع اعظمهن الاشراك بالله عزوجل وقتل النفس المؤمنة واكل الربا واكل مال اليتيم وقذف المحصنة والفرار من الزحف وعقوق الوالدين واستحلال البيت الحرام
--- [ 185 ]
Page 184