Kenaz al-Fawa'id
كنز الفوائد
شئ منها وان له صفات افعال لا يصح اضافتها إليه في الحقيقة إلا بعد فعله وهي ما وصف به نفسه من انه خالق ورازق ومعط وراحم ومالك ومتكلم ونحو ذلك وان له صفات مجازات وهي ما وصف به نفسه من انه يريد ويكره ويرضى ويغضب فارادته لفعل هي الفعل المراد بعينه وارادته لفعل غيره هي امره بذلك الفعل وليس تسميتها بالارادة حقيقة وانما هو على مجاز اللغة وغضبه هو وجود عقابه ورضاه هو وجود ثوابه وانه لا يفتقر الى مكان ولا يدرك بشئ من الحواس وانه منزه من القبائح لا يظلم العباد وان كان قادرا على الظلم لانه عالم بقبحه غني عن فعله قوله صدق ووعده حق لا يكلف خلقه ما لا يستطاع ولا يحرمهم صلاحا لهم فيه الانتفاع ولا يامر بما لا يريد ولا ينهى عما يريد وانه خلق الخلق لمصلحتهم وكلفهم لاجل منازل منفعتهم وازاح في التكليف عللهم وفعل اصلح الاشياء بهم وانه اقدرهم قبل التكليف واوجدهم العقل والتمييز وان القدرة تصلح ان يفعل بها الشئ وضده بدلا منه وان الحق الذي تجب معرفته تدرك بشيئين وهما العقل والسمع وان التكليف العقلي لا ينفك من التكليف السمعي وان الله تعالى قد اوجد للناس في كل زمان مسمعا من انبيائه وحججه بينه وبين الخلق ينبههم على طريق الاستدلال في العقليات ويفقههم على ما لا يعلمون الا به من السمعيات وان جميع حجج الله تعالى محيطون علما بجميع ما يفتقر إليهم فيه العباد وانهم معصومون من الخطا والزلل عصمة اختيار وان الله فضلهم على خلقه وجعلهم خلفاء القائمين بحقه وانه اظهر على ايديهم المعجزات تصديقا لهم فيما ادعوه من الانباء والاخبار وانهم مع ذلك باجمعهم عباد مخلوقون وبشر مكلفون ياكلون ويشربون ويتناسلون ويحيون باحيائه ويموتون باماتته تجوز عليهم الالام المعترضات فمنهم من قتل ومنهم من مات لا يقدرون على خلق ولا رزق ولا يعلمون الغيب الا ما اعلمهم اله الخلق وان اقوالهم صدق وجميع ما اتوا به حق وان افضل الانبياء اولي العزم وهم خمسة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه واله وعليهم وان محمدا صلى الله عليه واله بن عبد الله افضل الانبياء اجمعين وخير الاولين والاخرين وانه خاتم النبيين وان آباءه من آدم عليه السلام الى عبد الله بن عبد المطلب رضوان الله عليهم كانوا جميعا مؤمنين موحدين لله تعالى عارفين وكذلك كان أبو طالب بن عبد المطاب رضوان الله عليه ويعتقد ان الله سبحانه شرف نبينا محمد صلى الله عليه واله بباهر الايات
--- [ 111 ]
Page 110