Kanz al-durar wa jāmiʿ al-ghurar
كنز الدرر و جامع الغرر
Publisher
عيسى البابي الحلبي
Genres
وله مدينة يقال لها ماعص (١) وعسكره ثلاثون ألفا، وممّا يلى هذه الممالك جبال فيها قرود كثيرة غير تلك القرود المقدّم ذكرها على صور بنى آدم ولكن ليس لهم تلك الخاصّيّة المقدّم ذكرها.
قلت: وهذه الممالك كلّها عادت بأيدى التتار عند وضع هذا التأريخ لما نذكر من أمرهم إن شاء الله تعالى.
قاسيون: جبل شمال دمشق فيه آثارات كثيرة منها: مغارة الدم ومغارة الجوع ومسجد الكهف وقبور الزهّاد والأولياء والعلماء وهو جبل مبارك والنفس ترتاح إليه وتختبر المقام به، ومن سكنه لا يطيب له (١٢٩) سكنى غيره.
وجاءت فيه آثار، قال ابن الجوزى ﵀: حدّثنى به الشيخ الصالح أبو عمرو المقدسى ﵀ قال: بلغنى عن كعب الأحبار أنّه قال: أوحى الله تعالى إلى قاسيون: هب ظلّك وبركتك لجبل بيت المقدس! ففعل، فأوحى الله إليه لن تذهب الأيّام والليالى حتى أردّ إليك خيرك وبركتك وظلّك ويبنى لى فيك-أو قال: فى ركنك-بيت أعبد فيه بعد خراب البيت أربعين سنة، قال، فقاسيون بين يدى الله تعالى بمنزلة العبد الخاضع المتواضع المسكين.
وذكر الحافظ أبو القسم ابن عساكر ﵀ فى تأريخه: (٢) هذا الأثر عن القسم أبى عبد الرحمن ولم ينسبه، وذكر البيت قال: هو جامع دمشق، وإنّ رجلا سأل رسول الله ﷺ عن دمشق فقال: بها جبلا يقال له قاسيون فيه قتل ابن آدم أخاه وفى أسفله غار من الغرب فيه ولد إبراهيم ﵇، وذكر حديثا فيه أماكن، قال ابن الجوزى ﵀: والعجب من رواية مثل هذا
(١) ماعص: مغص مروج الذهب ١/ ٨٢٢ مادة ٤٧٩
(٢) تأريخ دمشق ٢/ ١٠٢
1 / 149