329

جلوسا عند ابي عبد الله، وكان المتكلم يونس، وكان اكبرنا سنا، فقال له: جعلت فداك اني احضر مجالس هؤلاء القوم - يعني ولد س ا ب ع (1) - فما اقول، قال: إذا حضرتم وذكرتنا فقل: اللهم ارنا الرخأ والسرور. فانك تأتي على كل ما تريد، فقلت: جعلت فداك اني كثيرا ما أذكر الحسين (عليه السلام) فأي شئ اقول، قال: قل: السلام عليك يا ابا عبد الله - تعيد ذلك ثلاثا. فان السلام يصل إليه من قريب ومن بعيد، ثم قال: ان ابا عبد الله (عليه السلام) لما مضى بكت عليه السماوات السبع والارضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا، وما يرى وما لا يرى بكي على ابي عبد الله (عليه السلام)، الا ثلاثة اشيأ لم تبك عليه، قلت: جعلت فداك ما هذه الثلاثة اشيأ، قال: لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان. قال: قلت: جعلت فداك اني اريد ان ازوره فكيف اقول وكيف اصنع، قال: إذا أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فاغتسل على شاطئ الفرات ثم البس ثيابك الطاهرة، ثم امش حافيا، فانك في حرم من حرم الله ورسوله،

---

1 - هو مقلوب عباس، هكذا عبر تقية.

--- [ 364 ]

Page 363