250

al-Kamil fi l-lugat wa-l-adab

الكامل في للغة والأدب

Investigator

محمد أبو الفضل إبراهيم

Publisher

دار الفكر العربي

Edition Number

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

Publication Year

١٩٩٧ م

Publisher Location

القاهرة

أحد وفي يوم الخندق، وإليه كانت تنظر قريش في يوم فتح مكة، وجعل له رسول الله ﷺ أنه من دخل في داره فهو آمن قي حديث مشهور.
وقوله:
كأنما نفخت فيها الأعاصير
هذا مثل، وإنما يراد خفة الحلوم. والإعصار فيما ذكر أبو عبيدة: ريح تهب بشدة فيما بين السماء والأرض. ومن أمثال العرب: "إن كنت ريحًا فقد لاقيت إعصارًا"، يضرب للرجل يكون جلدًا فيصادف من هو أجلد منه، قال لله ﷿: ﴿فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ﴾ ١.
وقال رسول الله ﷺ: "كل الصيد في بطن الفرا" يعني الحمار الوحشي، وذلك أن أجل شيئ يصيده الصائد الحمار الوحشي، فإذا ظفر به، فكأنه قد ظفر بجملة الصيد، والعرب تختلف فيه، فبعضهم يهمزه فيقول: هذا فرأ، كما ترى، وهو الأكثر، وبعضهم لا يهمزه، ومن أمثالهم "أنكحنا الفرا، فسنرى" أي زوجنا من لا خير فيه فسنعلم كيف العاقبة، وجمعه في القولين جميعًا "فراءٌ" كما ترى، ونظيره: جملٌ وجمالٌ، وجبلٌ وجبالٌ قال الشاعر٢:
بضرب كآذان الفراء فضوله ... وطعنٍ كإيزاع المخاض تبورها
الإيزاع: دفع الناقة ببولها، يقال: أوزعت به إيزاعًا، وأزغلت به إزغالً، وذلك حين تلقح، فعند ذلك يقال لها: خلفةٌ، وللجميع المخاض، وقد مر هذا. والبور: أن تعرض على الفحل ليعلم أهي حامل أم حائل؟

١ سورة البقرة ٢٦٦.
٢ هو مالك بن زغبه الباهلى.
لضابئ البرمجي وهو في السجن
وقال ضابئ بن الحارث البرمجي١:
ومن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقيارًا بها لغريب
وما عاجلات الطير تدني من الفتى ... نجاحًا ولا عن ريثهن يخيب
ورب أمور لا تضيرك ضيرةً ... وللقلب من مخاشتهن وجييب
ولا خير فيمن لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب

١ زيادات ر: "من السجن".

1 / 253