أردت معنى: فإنك إن أتيتني بدابة ركبتها قلت: "أركبها"، لأنه جواب الأمر، كما أن الأول جواب الاستفهام، وفي القرآن: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ ١، أي مطهرة لهم، وكذلك: ﴿أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا﴾ ٢ أي كائنة لنا عيدًا، وفي الجواب: ﴿فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا﴾ ٣، أي إن تركوا خاضوا ولعبوا، وأما قوله ﷿: ﴿ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ﴾ ٤ فإنما هو فذرهم في هذه الحال لأنهم كانوا يلعبون، وكذلك: ﴿وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ ٥، إنما هو [لا تمنن٦] مستنكثرًا فمعنى هذا: هل معروفة عندكم؟
١ سورة التوبة ١٠٣.
٢ سورة المائدة ١١٤.
٣ سورة الزخرف ٨٣.
٤ سورة الأنعام ٩١.
٥ سورة المدثر ٦.
٦ من ر، س.
لأعرابي في الملح
وقال أعرابي أنشدنيه أبو العالية:
ألاتسأل ذا العلم ماالذي ... يحل من التقبيل في رمضان؟
فقال لي المكي: أما لزوجةٍ ... فسبع، وأما خلةٍ فثماني
قوله: "خلةٍ" يريد ذات خلة، ويكون سماها المصدر، كما قالت الخنساء:
فإنما هي إقبال وإدبار١
يجوز أن تكون نعتتها بالصدر لكثرته منها، ويجوز أن تكون أرادت ذات إقبال وإدبار، فحذفت المضاف وأقامت المضاف إليه مقامه، كما قال ﷿: ﴿وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ﴾ ٢ فجائز أن يكون المعنى بر من آمن بالله، وجائز أن يكون ذا البر من آمن بالله، والمعنى يؤول إلى شيء واحد.
١ صدره
ترتع مارتعت حتى إذا اد كرت
٢ سورة البقرة ١٧٧.