Kamal Din
كمال الدين و تمام النعمة - الجزء1
Genres
وفي الأثر أنه يأتي على الناس زمان لا يبقى فيهم من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه
وقال النبي ص إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء
. فكان الله عز وجل يبعث في كل وقت رسولا يجدد لتلك الأمم ما انمحى من رسوم الدين واجتمعت الأمة إلا من لا يلتفت إلى اختلافه ودلت الدلائل العقلية أن الله عز وجل قد ختم الأنبياء بمحمد(ص)فلا نبي بعده ووجدنا أمر هذه الأمة في استعلاء الباطل على الحق والضلال على الهدى بحال زعم كثير منهم أن الدار اليوم دار كفر وليست بدار الإسلام ثم لم يجر على شيء من أصول شرائع الإسلام ما جرى في باب الإمامة لأن هذه الأمة يقولون لم يقم لهم بالإمامة منذ قتل الحسين(ع)إمام عادل لا من بني أمية ولا من ولد عباس الذين جارت أحكامهم على أكثر الخلق ونحن والزيدية وعامة المعتزلة وكثير من المسلمين يقولون إن الإمام لا يكون إلا من ظاهره ظاهر العدالة فالأمة في يد الجائرين يلعبون بهم ويحكمون في أموالهم وأبدانهم بغير حكم الله وظهر أهل الفساد على أهل الحق وعدم اجتماع الكلمة ثم وجدنا طبقات الأمة كلهم يكفر بعضهم بعضا ويبرأ بعضهم من بعض ثم تأملنا أخبار الرسول(ص)فوجدناها قد وردت بأن الأرض تملأ قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما برجل من عترته فدلنا هذا الحديث على أن القيامة لا تقوم على هذه الأمة إلا بعد ما ملئت الأرض عدلا فان هذا الدين الذي لا يجوز عليه النسخ ولا التبديل سيكون له ناصر يؤيده الله عز وجل كما أيد الأنبياء والرسل لما بعثهم لتجديد الشرائع وإزالة ما فعله الظالمون فوجب لذلك أن تكون الدلائل على من يقوم بما وصفناه موجودة غير معدومة وقد علمنا عامة اختلاف الأمة وسبرنا أحوال الفرق فدلنا أن الحق مع القائلين بالأئمة الاثني عشر(ع)دون من سواهم من فرق الأمة ودلنا ذلك على أن الإمام اليوم هو الثاني عشر منهم وأنه الذي أخبر رسول الله(ص)ونص عليه وسنورد في هذا الكتاب ما روي عن النبي(ص)في عدد الأئمة(ع)وأنهم اثنا عشر والنص على القائم الثاني عشر-
Page 66