كذا رسالات الهوى تختصر!
الموضوع الشعري في هذه الأبيات، يمثل نقطة البدء الانطلاقية لمجرى التعبير؛ ونشعر أن الحركة تنساب فوق أرضية مبطنة بأحلام التصور، إنها لوحة جزئية ممهدة، يلعب فيها الحلم الشعري دور التحضير لواقع حسي مغيب، الشاعر هنا يحلم بالرؤية؛ الرؤية المجسدة التي يمكن أن يتصور من خلالها حسية العلاقة بين نعم وعمر، على مدار هذه التوزيعات المشهدية.
وفي المقطوعة التالية، يتحول المجرى التعبيري إلى منعطف جديد؛ ينتقل من غيب التهويم إلى حضور المواجهة، وبعد أن كانت حركة التعبير مصبوبة في قالب الحديث عن عمر، غير الشاعر من اتجاهها لتصب في قالب الحديث إلى عمر:
قل لي بنعم وبأتراب لها
يلعبن ما شاء الصبا والأشر
ليلة ذي دوران هل كانت كما
حدثت أم أخيلة وصور؟
ونعم هل كانت كما صورت
أم بالغ في تلوينها المصور؟
يا للمنى أعن يمين كاعب
Unknown page